لمباريات كرة القدم في السعودية هوس خاص، إذ تعتبر دقائق المباراة ال90 من أمتع وسائل الترفيه لكثير من الشبان والشابات السعوديين. فكل مباراة كبيرة تصحبها «ضجة» في وسائل الإعلام التقليدية: برامج إذاعية وتلفزيونية تردد اسمي الفريقين المتنافسين لتشغل بهما ساعات بل أياماً من البث قبل موعد الحدث، تغطيات ومقابلات تملأ الصحف الباحثة عن كل جديد في ما يخص المباراة. وفي الموعد تنطلق برامج التحليل ليتم فيها تفصيل المباراة فنياً. ومع ثورة الإعلام الجديد والتفاعل الكبير مع موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، انتقل هذا التفصيل الفني إليه، فلم يعد حكراً على المختصين، بل بات الكل يشارك في تقويم معطيات المباراة من خلال «هاشتاق» يخصص لها وعادة ما يكون باسم الفريقين. وبالنسبة إلى «هاشتاق» الدربي الأكبر في السعودية «#الهلال_النصر» اتضح أنه من الأكثر تفاعلاً بالنسبة إلى السعوديين بكل توجهاتهم وتخصصاتهم... الجميع أصبح رياضياً معه. وحلل الكاتب الاجتماعي عبدالله الكويليت مجريات المباراة بتغريدة كتبها في ال«هاشتاق»، وقال إن «التنافس سيكون على أشده في المباراة بين النصر وسامي الجابر على وجه التحديد، فهزيمة أحدهما ستعصف به، في رأيي سامي سيفوز». وما أن بدأت المباراة حتى بدأ التحليل، فشرح المراسل الرياضي عمار باحكيم مجريات المباراة كاتباً عن «هجمات نصراوية بالأسلوب نفسه وكرات طويلة خلف المدافعين لاستغلال بطئهم»، ووجد هذا التحليل تجاوباً من متابعيه، فرد المغرد تركي بأن «الهلال ضعيف قدام هالاسلوب... ولنا بهدف فهد المولد مثال». وبعد نصف ساعة من بدء المباراة، رأى الإعلامي سعد المحارب أن «الفارق الوحيد الذي يمكن وصفه بالواضح بين المدربين»، واستمر التحليل إلى نهاية المباراة لكن هذه المرة بنظرة مختلفة، إذ رأى مقدم برنامج «صباح الخير يا عرب» على قناة «إم بي سي» خالد الشاعر أنه «بعد هدف التعادل طمع الهلال في التعادل وطمع النصر في الفوز! بعض الطمع شين وبعضه زين». وفضلاً عن التحليل، تفاعل المغردون مع آلية تصويت ابتكرت عبر «تويتر». وكتب حساب باسم «بوابة كرة القدم» في تغريدة: «إذا تتوقع فوز الهلال أعمل رتويت وإذا فوز النصر أعمل مفضلة». واختتم التصويت بأفضلية هلالية ب634 «رتويت» في مقابل 275 مفضلة نصراوية، إضافة إلى اشتهار الحساب. وكان للشعر وجوده أيضاً في الهاشتاق، إذ كتب المغرد ممدوح بن فضيلة أبياتاً وصف فيها شوقه للمباراة: «الشوق فينا واصل اليوم حده...غيبة شهر؟ يكنها غيبة سنين! يهلالنا والوقت لاجلك نعدها... الله يجيبك يا مساء يوم الإثنين». وارتبط الشعر بالمباراة أيضاً على قاعدة «كل يغني على ليلاه»، إذ استخدم الشاعر سليمان الصقعبي الهاشتاق للشعر الغزلي مغرداً أبياتاً جاء فيها: «كانك زعلتي من الهزيمة وقولين... أنا ترا صدري وسيع وشمالي... وكان الصدارة ضايقة داعج العين... ياعل يفداك النصر والهلالي». الشعراء ليسوا وحدهم من غرّد خارج السرب، إذ حاول رجال الدين استثمار هذا التجمع الشبابي الكبير في الهاشتاق بعد أن غرّد مقدم البرامج في قناة «المجد» رياض الخبران بصورة مع الأبيات: «الزعامة هي لمن صلى الفجر... الزعامة دين وافهم يافهيم... النصر نصر المجاهد يابشر... والبطولة فوز من نار الجحيم... الهلال لامن كبر يصبح بدر... والصدارة خصلة الشهم الكريم... التصدر من هلال ومن نصر... ما يجي مثل التصدر في النعيم». وكتب محمد الشنار تغريدة وجّهها للموجودين في الهاشتاق: «شبابنا المبارك الأمة بحاجة لأمثالكم يرفعون عنها الذل، ففي كل مكان لنا جرح، يا شباب أصلحوا أنفسكم يصلح حال أمتكم».