وصفت المعارضة في أوكرانيا اقتراح الرئيس فيكتور يانوكوفيتش بتسليمها رئاسة الحكومة، بأنه «عرض مسموم» هدفه «تقسيم» حركة الاحتجاج، متعهدة متابعة «نضالها» حتى إسقاطه. وتواصل العنف بين متظاهرين والشرطة، في ساحة الاستقلال وسط كييف حيث شارك القادة الثلاثة للمعارضة، فيتالي كليتشكو وأرسيني ياتسينيوك وأوليغ تيانيبوك، في تشييع متظاهر قُتل مع محتجَّين آخرَين الأربعاء الماضي في مواجهات مع الشرطة. واعتبر المشيّعون القتيل «بطلاً»، وأدوا النشيد الوطني الأوكراني، ونعتوا يانوكوفيتش بأنه «قاتل». وبكت طالبة الشاب القتيل، قائلة: «كان ليكون خطيبي، لكنه توفي دفاعاً عن مستقبلي، بحيث أعيش في أوكرانيا مختلفة». والمفارقة أن الشاب القتيل، واسمه ميخائيل جيزنيفسكي (25 سنة)، ليس أوكرانياً، بل من بيلاروسيا، وهي جمهورية سوفياتية سابقة مجاورة، يحكمها ألكسندر لوكاشينكو. وشارك في تشييع جيزنيفسكي، فلاديمير نيكلاييف، زعيم المعارضة في بيلاروسيا. وقال: «تُقدّم أوكرانيالبيلاروسيا مثالاً عن كيفية الكفاح من أجل الحرية، وأثق بأن لبلدينا مستقبلاً مشتركاً في أوروبا، حيث لن يموت أوكرانيون ولا بيلاروس». وكان يانوكوفيتش عرض على ياتسينيوك ترؤس الحكومة، وعلى كليتشكو أن يكون نائباً لرئيس الوزراء. وتعهد إعادة النظر في قوانين أُقرت أخيراً، تعاقِب المتظاهرين بسجنهم، ما أجّج الاحتجاجات. لكن المعارضة التي بدأت تحركها منذ أكثر من شهرين، احتجاجاً على رفض يانوكوفيتش إبرام اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي، مفضلاً التقارب مع روسيا، تطالب بتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، والعودة إلى دستور العام 2004 الذي أُقرّ بعد الثورة البرتقالية. وأعلن ياتسينيوك استعداده ل «تولي مسؤولية (رئاسة الحكومة) والوصول بالبلاد إلى الاتحاد الأوروبي»، مستدركاً أنه «لا يصدّق أي كلمة» تقولها الحكومة. وتعهد متابعة الاحتجاجات حتى إسقاط يانوكوفيتش. وأكد تيانيبوك أن «النضال مستمر»، فيما وصف كليتشكو اقتراح يانوكوفيتش بأنه «عرض مسموم لتقسيم حركتنا الاحتجاجية». وأقرّ بأن يانوكوفيتش «لبّى جزءاً كبيراً من مطالب» المعارضة، مستدركاً: «نحن مصممون ولن نتراجع». وعشية قمة في بروكسيل غداً، بين الاتحاد الأوروبي وروسيا تهيمن عليها أزمة أوكرانيا، شدد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على أن ما يحدث ليس «مواجهة بين الغرب والشرق»، فيما أعرب نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن «اقتناعه» بإمكان التوصل إلى «حلّ سياسي».