هاجمت الشرطة الأوكرانية صباح أمس، محتجين مناهضين للحكومة وسط العاصمة كييف، فيما أسفرت المواجهات العنيفة التي تلت قرار السلطات استخدام القوة منذ الأحد الماضي عن ثلاثة قتلى واعتقالات. وألقى المحتجون الموالون لأوروبا الذين يتحصنون خلف حواجز وضعوها في شارع غروشيفسكي القريب من مقرّي الحكومة والبرلمان، زجاجات حارقة على قوات الأمن التي ردت بإطلاق رصاص مطاطي وقنابل صوتية، وحققت تقدماً على الأرض. وأفاد مصدر في المركز الطبي الميداني التابع للمعارضة بأن قناصاً من الشرطة قتل متظاهراً بالرصاص، فيما لم تحدد وزارة الداخلية التي تؤكد عدم استخدام أسلحة في الأزمة، سبب مقتل المتظاهر الذي أصيب بالرصاص في الصدر والرأس، على غرار قتيلين آخرين عثر على جثتيهما في مكتبة يستخدمها المتظاهرون مركزاً طبياً. وأعلنت المعارضة أيضاً وفاة متظاهر بتأثير جروح أصيب بها الأحد الماضي اثر سقوطه من ارتفاع يزيد عن عشرة أمتار من مبنى يقع أمام مدخل استاد دينامو القريب من مكان المواجهات. وأشارت الى ان الشاب قتل لدى اقتحام قوات الأمن سطح المبنى الذي ألقى منه محتجون زجاجات حارقة على عناصرها. لكن وزارة الداخلية لم تؤكد هذا النبأ، ما دفع زعماء المعارضة ارسيني ياتسينيوك وأوليغ تياغنيكوك والملاكم السابق فيتالي كليتشكو الى القول: «إرداء أحد القتلى بأربع رصاصات في الرأس والعنق لا يعتبر دفاعاً عن النفس، بل إطلاق نار متعمد على مواطنين سلميين». وأضافوا: «نحمّل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش مسؤولية كل ما سيحل بالبلاد وسلامة ومقتل متظاهرين، بعدما تجاهل طوال شهرين مطالب شرعية، وصعّد الأزمة». وتحدثت المعارضة عن جرح 200 متظاهر على الأقل، وبتر يد واحد منهم على الأقل وفقدان آخرين البصر، فيما زعم الناشط ايغور لوتسينكو أن مجهولين خطفوه واحتجزوه 15 ساعة قبل إطلاقه في غابة، وأن ناشطاً مخطوفاً آخر لا يزال مصيره مجهولاً. وغداة تصريح رئيس الوزراء ميكولا ازاروف بأن الاحتجاجات جلبت «إرهابيين» إلى شوارع كييف، متعهداً معاقبة كل «التصرفات الإجرامية»، التقى الرئيس يانوكوفيتش ثلاثة من قادة المعارضة لبحث الأزمة، علماً أن الرئيس قال في خطاب وجهه إلى المواطنين في مناسبة «يوم وحدة أوكرانيا وحريتها»، إن «أساس سياستنا يتمثل في المصالح القومية والتوازن الجيوسياسي والقيم الإنسانية، وهدفنا هو العدالة والازدهار والحياة الحرة في بلد حر». ودعا الرئيس الأوكرانيين إلى عدم السير وراء «المتطرفين»، معتبراً أن الحوادث الحالية تشكل اختباراً للوحدة الداخلية «لكن أوكرانيا ستخرج من المحن السياسية والاقتصادية أقوى من السابق». ودعا الاتحاد الأوروبي الحكومة الأوكرانية والمعارضة إلى اجراء «حوار حقيقي»، مشيراً إلى انه يمكن أن يتخذ إجراءات ضد كييف بعد تقارير عن مقتل ثلاثة متظاهرين. وفي خطوة تسلط الضوء على انتقاد الولاياتالمتحدة صرامة تعامل الشرطة الأوكرانية مع المحتجين، كشفت السفارة الأميركية في كييف أنها رفضت إصدار تأشيرات سفر لأوكرانيين تورطوا بعنف ارتكبته الشرطة ضد المحتجين في تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر). وأول من أمس، حذرت روسيا من تدخل الحكومات الأوروبية في الأزمة الأوكرانية، وخروجها عن السيطرة بعد تصاعد العنف. وتراقب روسيا التي تعتبر أوكرانيا الجمهورية السوفياتية السابقة جزءاً من دائرة نفوذها، بقلق تحول الاحتجاجات التي بدأت ضد قرار يانوكوفيتش التخلي عن اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، الى العنف.