من المعروف أن الهدف من الحركة النسوية هو القضاء على أشكال القهر المتصل بالنوع الجنسي وعدم المساواة بين النساء والرجال، ليسمح المجتمع للجميع بالنمو والمشاركة في المجتمع بأمان وحرية. والمهتمون بهذه الحركة غالباً ما ينشدون قضايا عدم المساواة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بين النساء والرجال، والحقيقة أن المجتمع السعودي لا يختلف عن أي مجتمع آخر، ونتيجة لعدم المساواة والعدالة بين المرأة والرجل فمن الطبيعي جداً أن يكون هناك رد فعل لأي امرأة، وهذا يحدث في شكل لا واع جداً بغض النظر عن المسميات. وهذا السؤال يتعلق ب«آيديولوجيا الكتابة والتأثيرات الأدبية للجنس/النوع رجل كان أو امرأة»، وهذا يطابق مفهوم النسائيين الفرنسيين في السبيعنات، الذين طوروا مفهوم الكتابة النسوية، إذ إن هيلين سيسكو ترى أن الكتابة والفلسفة متعلقان بعقلية وتصرفات الرجال، وتوافقها الرأي لوس إريجاري، التي تؤكد على أن «الكتابة تنبع من الجسد» وكأنها تمرين مدمر. وأنا شخصياً لا أتوافق مع الحركة النسائية الأدبية، لأن الأدب والكتابة ليس لهما جنس أو نوع، فهناك كاتبات وروائيات وقاصات تفوّقن في العالم، وآخرهم آليس مونرو التي حازت على جائزة نوبل للقصة القصيرة في 2013. فالأدب بالنسبة لي ليس له أي جنس أو نوع، فهو إبداع وموهبة قبل ذلك، وقد يكون الموهوب امرأة أو رجلاً، فإذا كان رجل هو المبدع فمعناه أنني لن أكون عادلة في تصنيفه والتمتع بأدبه وكتاباته لمجرد أنه رجل، والعكس صحيح. الأدب والكتابة بالنسبة لي ليس لهما جنسية أو جنس، والأفق الذي يجب أن ننطلق منه هو العدالة في تقويم الأشياء، وإذا كان هناك كاتبات سعوديات يقرأن لبعضهن من دون القراءة للرجل، فهذا باعتقادي راجع إلى ما نعايشه في المجتمع السعودي من سيطرة الرجل واستحواذه على كل شيء، وبالذات تحكُّمه في المرأة، ولو كانت المرأة مستقلة وحاصلة على حقوقها فسيتجه أفقها إلى تفضيلات أكثر انفتاحاً وعقلانية، وسيكون هناك تنافس شريف بينها وبين الرجل.