التحاق نجم الكرة المصرية محمد صلاح بنادي تشيلسي الإنكليزي، بعد أن تجاذبته فرق كثيرة، كرّس صورة جميلة عن اللاعب العربي القادر على اختراق الأسوار العالية لأندية لا يدخلها إلا من كان على قدر من عبقرية ميسي أو تفرّد رونالدو. كنا جميعاً ننتظر لحظة خروج الموهوب محمد صلاح من فريق ليس كبيراً وليس صغيراً، هو نادي بازل السويسري، لأن مهارات المصري الهادئ أكبر من أن يبقى في فريق لا يمكن له أن يذهب أبعد من تتويجات على مستوى سويسرا، فيما يطمح لاعب مفعم بحب اللعبة وتواق إلى نجومية أخرى وألقاب ذات مذاق آخر إلى كتابة سيرته ومسيرته بأسلوب جديد، وبالتالي فإن اختياره لفريق يضم عدداً من كبار الكرة في العالم، يجعل منه واحداً من الذين ستسلط عليهم الأضواء أكثر من غيرهم، فصلاح هو من اخترق جدران مورينيو مرتين وفرض عليه الاهتمام به والتفكير في ضمه، فهذا اللاعب الأسمر عصفور نادر، وليس كبيراً على خزانة أبراموفيتش ضم لاعب مميز سيقدم قيمة إضافية إلى البلوز بما يمتلكه من فطنة وذكاء وقدرة على صنع الفارق.. إن التحاق محمد صلاح بنخبة مورينيو يمثل الحدث الأكبر في بداية العام الجديد، لأنه سيمنح مصر موقعاً جديداً على خريطة الكرة بعد انتكاسة كوماسي المُرة، وسيدفع لاعبين آخرين من جيله إلى التفكير في احتراف ناجح، يضاف إلى تجارب متفاوتة للاعبين سابقين من زمن الكابتن لطيف إلى مجدي ورمزي وطلبة والمحمدي وميدو وزيدان وغيرهم. ولعل ميزة محمد صلاح أنه يمتلك عنصري الإرادة والصبر للوصول، ولم يكن من النوع الذي يثير من حوله الغبار في الليل والنهار، بل كان واثقاً من إمكاناته، ومتيقناً من أنه سيطرق أبواب العالمية بقدميه وقامته التي لا يحوزها إلا النجوم. الرهان على محمد صلاح في فريق النجوم يبقى كبيراً، وليس للأسمر المصري إلا أن يرفع سقف التحدي عالياً ويثبت علو كعبه كما فعل الجزائري ماجر في بورتو قبل ربع قرن، وأن يؤكد أن النجومية ليست حكراً على طينة معينة من اللاعبين الذين تمتدحهم ماركا أو جول أو فرانس فوتبول، ولكنهم قد يطلعون من دلتا النيل أو صحراء الخليج أو بلاد الأطلس.. فالملاحظة اليوم هي أنه لا يخلو دوري من دوريات النجوم في أوروبا من وجود لاعبين عرب يقارعون عتاة الملاعب من دون عقدة، ويبرهنون باستمرار على أنه لا توجد طبقية في الملاعب، ولكن توجد مواهب يجب أن يعترف لها بذلك، وأن تمنح فرصة التألق والبروز. فلمحمد صلاح نرفع القبعة عالياً، متمنين له كثيراً من النجاح ومزيداً ومن الإبداع، وعلى عائلته الكريمة أن تسارع بإقامة رقية شرعية لتبعد عنه العين والحسد، وتدعو الله أن يوفقه لسمعة وطنه الطيبة في هذه الفترة الحرجة. [email protected]