لم يعد هناك نجوم عرب، لم يعد هناك رابح ماجر وبادوا الزاكي وعزيز بودربالة والتيمومي ومحمود الخطيب، اختفت أسماء الكبار العرب في المنتخبات وفي الملاعب الأوروبية، لم يبق حتى نجم سينمائي عربي بعد عمر الشريف ويوسف شاهين ومصطفى العقاد، لم يبق لنا احد نتحدث عنه أو نتمسّح فيه، فقط اكتفينا بالتصفيق للافارقة في كرة القدم، فأصبح ديديه دروغبا عنواناً بارزاً في تشلسي، خصوصاً بعد أن اسهم مع فريقه في الفوز بالدوري والكأس الانكليزية. وصار ايتونجما لامعاً مع الانتر الايطالي، بعد أن فاز معه بالدوري والكأس وبطولة أوروبا في الطريق، وتألق سيدوكيتا وماما دو ديار وعمر كانوتيه في الدوري الاسباني وغيرهم كثيرون يلعبون في البطولات الأوروبية. ولكن كلهم من القارة السمراء اكتفينا بمشاهدتهم ومتابعتهم وأحياناً تشجيعهم، أما نجومنا أو مشاريع نجومنا اختفوا تماماً من على الساحة، فلم نعد نرى نجماً مصرياً يتألق في سماء أوروبا باستثناء محمد زيدان في الدوري الألماني، والباقون إما فضلوا العودة إلى مصر أو البقاء في الفرق الصغيرة أوروبياً سعياً لجمع المال أو محاولة الحصول على فرصة في أي من الفرق هناك حتى لو كان المقابل ألف جنيه إسترليني في الأسبوع مثلما فضل احمد حسام «ميدو»، والذي توقع له الجميع أن يتفوق ويتخطى دروغبا لمسافات بعيدة، خصوصاً ان عامل السن كان يرجّح كفة «ميدو» أيضاً التألق الكاسح لميدو على حساب دروجبا في مارسيليا الفرنسي، ولكن وبكل أسف صار دروغبا نجم النجوم وبقي ميدو مغموراً الآن في وست هام الانكليزي. والأمر نفسه ينطبق على عمرو ذكي اللاعب المصري الذي ظن الكثيرون وأنا منهم انه على أعتاب التألق اللامحدود، خصوصاً بعد أن نجح في نصف الموسم الأول مع ويغان في تسجيل عشرة أهداف كاملة نافس بها على لقب هداف الدوري الانكليزي، إلا انه سرعان ما هوى وسقط وعاد ادراجه سريعاً إلى نادي الزمالك المصري بعد تجربة فاشلة في هال سيتي انتهت إلى سقوط الاثنين النادي الانكليزي للقسم الثاني وعمرو ذكي إلى الهاوية من جديد حتى ولو كان بعقد مع نادي الزمالك، والأمر نفسه ينطبق على اللاعبين العرب جميعاً. ومع احترامي لعدد لا بأس به منهم في بعض الدوريات الأوروبية إلا أنهم جميعاً وبكل أسف لم يرتقوا لمستوى الأفارقة الكبار أو إلى زملائهم القدامى حاجي وكريمو والحداوي وماجر والزاكي وحجي، وعلى رغم تألق الشماخ مع بوردو إلا انه لم يقدم شيئاً يذكر للكرة المغربية مثلما فعل أقرانه الكبار من قبل، والذين قادوا منتخباتهم لبطولات قارية وفرقهم الأوروبية لبطولات عالمية. وها نحن ما زلنا نبحث حتى الآن عن نجوم يعيدون السمعة الطيبة للكرة العربية في أوروبا ويتفوقون مع أنديتهم ليكونوا عماداً لمنتخباتهم في انتصاراتهم، ويصعدون بها إلى نهائيات كأس العالم، كي نشاهد أكثر من منتخب عربي بدلاً من هذا المشهد، والذي لا يحمل سوى فريق عربي واحد من قارتي أفريقيا وآسيا هو المنتخب الجزائري، والذي نتمنى له كل توفيق في كأس العالم المقبلة. [email protected]