أوقفت الشرطة 15 شخصاً في مدينة فيرغسون في ولاية ميسوري التي شهدت تظاهرات جديدة احتجاجاً على تبرئة الشرطي الأبيض دارين ويلسون من تهمة قتل الشاب الأسود مايكل براون بالرصاص في 9 آب (اغسطس) الماضي. ونُفِذت الاعتقالات بعدما أجبر المتظاهرون مركزاً تجارياً على اغلاق ابوابه ساعتين في أوجّ موسم التنزيلات، لإلزامه بالمقاطعة في ذكرى مقتل الشاب الأسود. وأفادت الشرطة بأن بعض المتظاهرين رفضوا التفرق في مرحلة اولى، لكنهم كانوا «مسالمين» عموماً. وردد المتظاهرون، وبينهم فتيان ظلوا ساعة في مركز التسوق: «اوقفوا التسوق، وانضموا الى تحركنا». وتمدد حوالى مئة منهم على الأرض، وكأنهم جثث هامدة لمدة 40 دقيقة للتذكير بالساعات الأربع التي بقيت فيها جثة الشاب براون في الشارع بعد قتله بالرصاص. وفي نيويورك، اعتقل عدد من الاشخاص بعدما تظاهروا داخل متجر «مايسي» في قلب مانهاتن الذي يعج عادة بالمتسوقين في مناسبة عيد الشكر. وفي اوكلاند في كاليفورنيا، اغلق المتظاهرون لمدة ساعتين محطة للقطارات تؤمّن رحلات الى سان فرانسيسكو. في غضون ذلك، نددت لجنة الأممالمتحدة لمكافحة التعذيب في تقرير نشر في جنيف باستخدام الشرطة الأميركية المفرط للقوة ضد اشخاص سود عزّل بعد اعمال العنف التي اعقبت واقعة فيرغسون. وأعدّ عشرة خبراء دوليين التقرير عن مدى تقيد الولاياتالمتحدة بالاتفاق الدولي ضد التعذيب، علماً ان اهل الشاب القتيل براون نقلوا الى جنيف امتعاضهم من قرار القضاء الأميركي تبرئة قاتل ابنهم. وأورد التقرير ان «اللجنة قلقة من تقارير كثيرة تحدثت عن الاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الأمن الأميركية، خصوصاً ضد اشخاص ينتمون الى مجموعات عرقية وعنصرية». وانتقد التقرير «الانتقائية على أساس عنصري من جانب الشرطة وأجهزة الهجرة، والعسكرة المتزايدة لنشاطات الشرطة»، كما ابدى قلقه الشديد من تكرار الشرطة اطلاق النار وتنفيذ ملاحقات قاتلة لأشخاص سود غير مسلحين». ودعا التقرير ايضاً الى إجراء «تحقيق فاعل ومحايد» لكل استخدام مفرط للعنف من جانب الشرطة، تمهيداً لمحاكمة المسؤولين عنه. وعن سجن قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا، طالب التقرير بتقديم المحتجزين الذين لم يحاكموا بعد الى القضاء العادي او اطلاقهم. كما أسف لغياب اي تحقيق متكامل عن اتهامات بارتكاب الأميركيين اعمال تعذيب ضد اشخاص معتقلين في الخارج، وسوء معاملتهم.