أعلن رئيس نادي برشلونة الإسباني، ساندرو روسيل أمس استقالة «لا رجعة فيها» من منصبه على خلفية شبهات الفساد المحيطة بصفقة اللاعب البرازيلي نيمار دا سيلفا. وعقد روسيل مؤتمراً صحافياً ألقى فيه خطاب الوداع، برفقة نائب مدير الشوؤن الرياضية جوسيب ماريا بارتوميو، الذي سيتولى مهام الرئيس إلى حين انعقاد انتخابات النادي الكتالوني في 30 حزيران (يونيو) 2016. وقال روسيل، الذي تولى منصبه عام 2010، في بيان موجز: «قبل أربع سنوات شارك الآلاف من أعضاء النادي في انتخابات الرئاسة، وأدلوا بأصواتهم التي منحتني منصب الرئيس، كان حدثا ديموقراطياً، فزت بنسبة 61 في المئة من الأصوات، حققنا نجاحات، وتخطينا عقبات رياضية وغير رياضية، في تلك الحقبة الناجحة تعرضنا للكثير من اللحظات الأليمة». وأضاف: «عائلتي تعرضت لهجمات مباشرة، وهذا أثر بي، أكدت مراراً أن صفقة نيمار سليمة، وأنها أثارت غيرة آخرين، نحن فريق عمل في مجلس الإدارة، وهذا الفريق سيدير المشروع القائم، دوري انتهى، قدمت استقالتي للمجلس، بارتوميو سيصبح الرئيس، هذا قرار المجلس بالإجماع، أتمنى التوفيق له، ومن الجميع أن يقفوا بجانبه». جاء ذلك بعد الاجتماع الطارئ الذي عقده النادي لبحث مستقبل الإدارة بعد عزم روسيل تقديم استقالته لرفع الحرج عن النادي الكتالوني، ولكي يصبح الاتهام لشخصه فقط. جاءت الاستقالة بعد يوم واحد من إعلان قاضي المحكمة الوطنية في إسبانيا بابلو روث قبول النظر في الدعوى المقدمة من عضو نادي برشلونة جوردي كاسيس ضد ما تضمنته صفقة نيمار من شبهات حول تقديم «عقود وهمية»، ولكنه لم يستدع روسيل للاستماع لأقواله، علماً أن الدعوى مرفوعة ضده. وأوضح القاضي، في حيثيات حكمه قبول الدعوى، أن الوثائق التي قدمها برشلونة حول صفقة نيمار تتضمن عوامل تشير إلى إمكان إبرام عقود وهمية للتعاقد مع البرازيلي خاصة في ما يتعلق بالقيمة المادية للصفقة والتي جرى التعتيم عليها. يذكر أن البلاغ الذي قدمه جوردي كاسيس ضد روسيل يتهمه فيه باختلاس في مقابل مادي قدره 38 مليون يورو من صفقة ضم نيمار. وكانت تقارير صحافية أكدت أن إجمالي قيمة الصفقة، بما تشمله من عمولات، تراوحت بين 95 مليون و105 ملايين يورو. وتفيد الوثائق المقدمة في الدعوى بأن البرشا أخفى نحو 38 مليوناً في صفقة نيمار في صورة عمولات، مبينة أن هناك اتفاقيات بين برشلونة واللاعب البرازيلي ووالده جرى إبرامها في الفترة بين تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 وأيلول (سبتمبر) 2013. ويصر برشلونة منذ اليوم الأول وحتى الآن على أن صفقة نيمار كلفت خزائن النادي 57 مليون و100 ألف يورو دفعت بالصورة التالية: 17 مليون و100 ألف لسانتوس، و40 مليون يورو لشركة «إند آند إن»، إلا أن التقرير الذي نشرته صحيفة «الموندو» يتحدث عن وجود مبالغ أخرى لم يتم الإعلان عنها تتمثل في 10 مليون يورو مكافأة تعاقد، و2.6 مليون يورو لضمان التعاقد و"مصاريف أخرى»، بجانب هذا تضاف سبعة ملايين و900 ألف يورو اعترفت بها إدارة البرشا أخيراً لامتلاك حقوق شراء ثلاثة لاعبين من سانتوس، وإقامة مباراتين وديتين بقيمة تسعة ملايين إضافية. ووفقاً للتقارير المنشورة بخصوص القضية، والتي لم تثبت صحتها حتى الآن، فإن والد نيمار يحصل على 8.5 مليون يورو لأغراض أخرى لم يتم استبيانها، ومليوني يورو آخرين للبحث عن مواهب جديدة في سانتوس، وأربعة ملايين يورو أخرى للبحث عن عقود دعائية للنادي، ومليونين ونصف مليون يورو مخصصة لمؤسسات تساعد الأطفال المحتاجين بالبرازيل. ويؤكد برشلونة من ناحيته أنه لم يدفع أي عمولات، في الوقت الذي تقول خلاله التقارير الأخيرة أن والد نيمار حصل على 40 مليون يورو عن طريق «إن أند إن» بجانب مليونين و600 ألف يورو كعمولة من القيمة الإجمالية ل54 مليون يورو سيحصل عليها اللاعب. وفي الوقت الذي يتلقى فيه اللاعبون مرتباً ثابتاً ومبالغ متغيرة بناء على المشاركة في المباريات وتحقيق الألقاب، أوضحت التقارير الصحافية أن وضع نيمار مختلف، وأنه يضمن الحصول على كل الحوافز حتى لو لم تتحقق الأهداف، بمعنى أن البرشا يضمن له 54 مليون يورو في الأعوام الخمسة التي وقع عليها مع النادي.