قال مبعوثون للأمم المتحدة إن "الجماعات المسلحة في جمهورية أفريقيا الوسطى جندت حوالي ستة آلاف طفل وأجبرتهم على ارتكاب أعمال وحشية"، على أسس دينية في صراع يهدد بالتحول إلى إبادة جماعية. ويحتاج أكثر من نصف سكان البلاد، البالغ عددهم 4.6 مليون نسمة، إلى المساعدة. كما فر حوالي مليون شخص من ديارهم بعدما استولى متمردو "سيليكا"، الذين يغلب عليهم المسلمون، على السلطة في آذار (مارس) الماضي، في انقلاب أطاح الرئيس السابق فرانسوا بوزيز. وحملت جماعات مسيحية السلاح للدفاع عن النفس منذ ذلك الحين، وتشير تقديرات للامم المتحدة إلى أن "اعمال العنف الانتقامية أودت بحياة آلاف الأشخاص". وقالت ليلى زروقي، الممثلة الخاصة للامين العام للأمم المتحدة المعنية بالاطفال والصراعات المسلحة لمجلس الأمن الدولي امس: "كان تأثير الصراع على الأطفال شديداً بمستويات من الوحشية لم يسبق لها مثيل". وأضافت أن "التقديرات الأخيرة اظهرت أن حوالي ستة آلاف طفل ربما ارتبطوا بالجماعات المسلحة". وقالت انه جرى استغلالهم من الجانبين وانقسموا على أسس دينية". وقال آداما دينغ، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية لمجلس الأمن، انه صدم من "مستوى الكراهية بين المسيحيين والمسلمين". وقال: "الهجمات المنتشرة على نطاق واسع من دون رادع، والتي يشنها متمردو سيليكا السابقون وميليشيات الدفاع عن النفس، فضلاً عن هجمات المدنيين المسلحين المرتبطين بهم ضد المدنيين على أساس الدين أو العرق، تمثل جرائم ضد الإنسانية". وأضاف: "اذا لم توقف فسيكون هناك خطر الإبادة الجماعية". وزار دينغ جمهورية أفريقيا الوسطى في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، مع زروقي وزينب بانغورا ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة للعنف الجنسي في الحروب. وقالت بانغورا لمجلس الأمن الدولي إن "في الفترة بين كانون الثاني (يناير) وتشرين الثاني (نوفمبر) 2013 سجلت الاممالمتحدة 4350 حالة عنف جنسي على الاقل ارتكبها مسلحون يعتقد أن غالبيتهم من "جماعة سيليكا".