ينعقد المؤتمر الدولي حول سورية صباح اليوم الأربعاء، بهدف البحث عن حل لنزاع عسكري مدمر مستمر منذ ثلاث سنوات، ويجمع للمرة الأولى الطرفين المتقاتلين في حضور نحو أربعين دولة وبرعاية الأممالمتحدة، في مدينة مونترو السويسرية على ضفاف بحيرة ليمان. ولن يكون من السهل إطلاق عملية البحث عن السلام، بعد حرب تسببت بمقتل 130 ألف شخص وتهجير الملايين، ويأتي إليها الطرفان الأساسيان المعنيان بالحل بأهداف متناقضة تماماً. ففي وقت تعلن المعارضة أن "الهدف الوحيد من مشاركتها في مؤتمر جنيف-2، هو إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد بكل أركانه"، يقول النظام إن "هذا الموضوع خط أحمر"، ويؤكد أن "القرار الوحيد المقبول من جنيف-2 هو توحيد الجهود، لمكافحة الإرهاب"، الذي يتهم المعارضة بارتكابه. ويفتتح المؤتمر الساعة التاسعة صباحاً (8:00 بتوقيت غرينتش)، في حضور وفدي المعارضة والحكومة السوريتين و38 دولة أخرى، برعاية الأممالمتحدة، وحضور جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي. وسيجلس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على طاولة مستطيلة في أول قاعة الاجتماعات الكبيرة إلى جانبه موفد الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي. ويجلس على طرفي الطاولة وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف. وسيجلس الوفد السوري الحكومي إلى يمين الوفد الروسي، ووفد المعارضة إلى يمين الوفد الأميركي. وتتوزع الوفود الأخرى على طاولات مستطيلة، في صفين متقابلين إلى جانبي الطاولة الأساسية. وقد بدت الآمال محدودة لدى الجميع بتحقيق تغيير جذري نحو الحل. وينعقد المؤتمر وسط تدابير أمنية مشددة، تنفذها الشرطة السويسرية وأجهزة أمنية أخرى. وقد أقفلت المنطقة المحيطة بمكان المؤتمر، والفنادق التي ينزل فيها الضيوف أمام حركة السير. كما فرضت منطقة حظر جوي فوق المدينة التي يقطنها 15 ألف شخص. وانتشر المئات من عناصر الشرطة والأمن في المنطقة. ويغطي المؤتمر نحو ألف صحافي، قدموا من كل أنحاء العالم. وسيلقي كل من رؤساء الوفود كلمة خلال المؤتمر. وبعد "مونترو"، ينتقل الوفدان السوريان إلى مدينة جنيف حيث يبدآن يوم الجمعة المقبل، في حضور الإبراهيمي، مفاوضات بينهما حول سبل حل الأزمة في بلادهما. وقال مصدر في الوفد الروسي، إن "هذه المفاوضات قد تستغرق عشرة أيام".