عاد ثلاثة من قياديي حركة «فتح» إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون (إريز) شمال القطاع، بعدما سمحت حكومة «حماس» لأعضاء «فتح» الذين غادروها عقب الأحداث الدموية بين الحركتين منتصف عام 2007، بالعودة إلى القطاع. ووصل النائبان «الفتحاويان» ماجد أبو شمالة وعلاء ياغي وعضو المجلس الثوري للحركة سفيان أبو زايدة إلى القطاع عبر معبر «إريز» حيث تجمع المئات من عناصر «فتح» لاستقبالهم، حاملين الرايات الصفر لحركتهم وصوراً لقياديي الحركة. وقال أبو شمالة في مؤتمر صحافي عقده فور وصوله إلى المعبر: «آن الأوان لأن نضع أيدينا بأيدي بعضنا وننطلق لخدمة شعبنا الذي يعاني مرارة الانقسام، لم يكن هناك مستفيد من الانقسام إلا الاحتلال». وتابع: «نعتقد أنه آن الأوان لعودة جميع من خرج من القطاع كي يستطيعوا رفع المعاناة عن شعبنا في غزة». وأكد أنه «سيستقر في غزة، هذه ليست زيارة، بل عودة دائمة إلى غزة». وقال الناطق باسم حكومة «حماس» إيهاب الغصين في تصريح نقلته وكالة «الرأي» التابعة لحكومته: «نرحب بعودتهم»، مؤكداً أن حكومته «ماضية في إطلاق عدد من المبادرات المحركة لعجلة المصالحة». وطالب «سلطة رام الله بالبدء في خطوات المصالحة، أهمها الإفراج عن المعتقلين السياسيين في الضفة، وتلقف هذه المبادرات والتعامل معها بإيجابية». وكشف مسؤول فلسطيني بارز ل «الحياة» عن وساطة قامت بها حركة «الجهاد الإسلامي» بين كل من النائب المفصول من «فتح» محمد دحلان وبين «حماس» كانت ثمرتها السماح بعودة أبو شمالة وياغي، إضافة إلى مسؤول المعابر في القطاع قبل سيطرة «حماس»، سليم أبو صفية. وتوقع أن يشكل أبو شمالة عقب وصوله إلى غزة لجنة وطنية لحلحلة الأمور في غزة في ما يتعلق بالحصار، مشيراً إلى ترتيبات بحثها دحلان مع المسؤولين المصريين خلال زيارته الأخيرة القاهرة الأسبوع الماضي ولقائه وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي من أجل إدخال مساعدات إماراتية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، كاشفاً أن السيسي وافق على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وكذلك على زيادة حصة الكهرباء التي تمد مصر القطاع بها. وقال مصدر قيادي رفيع في «الجهاد» ل «الحياة»: «إن عودة النائبين المحسوبين على دحلان تم بالتعاون بين الحركة وجهات أخرى لم يسمها، مكتفياً بالقول: «إنها شخصيات مستقلة». وعلى صعيد الوساطة التي أجرتها «الجهاد» مع «حماس» من أجل عودة كل من أبو شمالة وياغي، قال: «حماس معنية تماماً بإرسال رسائل إيجابية لتحسين أوضاعها، خصوصاً بعد خسارتها مصر»، مضيفاً: «هناك حصار، وحماس تسعى إلى تخفيف الأزمة التي تمر بها حالياً من خلال اتخاذ خطوات تنفيسية في اتجاه المصالحة، الأمر الذي ربما يخفف من مأزقها الراهن».