تتجه قنوات مختصة في تعبير الرؤى والأحلام في السعودية إلى الإغلاق أو تغيير توجهها. وقال مصدر ل «الحياة» إن قرار وزارة الثقافة والإعلام السعودية الصادر ليل أول من أمس، بإيقاف هذه البرامج تسبب في «خسائر مادية وجماهيرية لبعض القنوات»، إضافة إلى «خسائر إعلانية» لبعض المفسرين الذين يروّجون لمنتجاتهم الخاصة في الرقية وفك السحر والعين عبر هذه البرامج. وأكد المصدر أن عدد القنوات المتضررة من القرار الذي تشرف على تطبيقه هيئة الإعلام المرئي والمسموع في الوزارة، يصل إلى نحو 50 قناة. وأضاف أن بعضها وجه اتصالات وخطابات أول من أمس إلى الهيئة، يطلب فيها بالسماح له بتقديم «فقرات» قصيرة، وليس برامج، لاستضافة معبري رؤى واستقبال استفسارات من المتابعين، فيما أكد نائب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون مجري القحطاني، ل «الحياة»، تعرّض القنوات الإذاعية والتلفزيونية التي كانت تبث هذا النوع من البرامج إلى «خسائر مادية وجماهيرية، بعد قرار إيقاف البرامج المختصة في تعبير الرؤى والأحلام». وقال القحطاني: «هناك خسائر كبيرة ستتعرض لها القنوات التي تستضيف معبري الرؤى»، مضيفاً أن «مشكلة القنوات تتمثل في وجود البرامج التي تتلاعب بالعواطف وبالإنسان وبنائه، وبخاصة أنهم يتحدثون في الغيبيات». وأيّد عضو مجمع فقهاء الشريعة في أميركا الخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة الدكتور محمد النجيمي، قرار إيقاف برامج تفسير الرؤى والأحلام، على خلفية فتوى هيئة كبار العلماء التي أكدت وجود «تجاوزات» في بعض البرامج. وقال ل «الحياة»: «أؤيد القرار بشدة، لأن الناس تعلقت بهذه البرامج فعلاً، ومن المعلوم أن تعابير الرؤى هي مبشرات، وليست حقائق». وأضاف النجيمي، أن بعض المعبرين قد يخطئون، ما يسبب بعض الخلافات بين الأسر، وبين الزوجة وزوجها، وبين الأقارب»، مضيفاً أن «الفتوى تشمل الوسائل المرئية والمسموعة، إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمجلات لأنها تخضع لرقابة وزارة الثقافة والإعلام». وقال: «يفترض إذا أراد شخص تفسير رؤيا، أن تكون في شكل خاص، وليس عبر وسائل الإعلام». ووجه النجيمي الجهات المختصة ب «تنظيم وترتيب تعبير الرؤى والأحلام، وذلك من طريق تزكية علماء تعبير الرؤى وتوجيه الناس إلى الاتصال بهم، فيقال: «فلان يُحسن التعبير»، و «فلان لا يحسنه»، كي لا يكون الأمر «فوضى»، كما كان سابقاً»، مؤكداً وجود «تجاوزات واستغلال ومنكرات في بعض القنوات، واستخدام برامج الرؤى للترويج لمنتجات المُعبّر الخاصة». يذكر أن وزارة الثقافة والإعلام أصدرت في وقت متأخر ليل أول من أمس، قراراً بمنع القنوات والإذاعات من تقديم برامج متخصصة لتفسير الرؤى والأحلام، مستندة الى فتوى هيئة كبار العلماء التي صدرت في ذي القعدة من العام 1433. وجاء قرار المنع الذي عُمم على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة من إدارة تنظيم الإعلام المرئي والمسموع في الوزارة، بسبب ما يحدث في تلك البرامج من «تجاوزات شرعية تعود بالضرر الكبير على الفرد والمجتمع، ومن ذلك تعلّق الناس بها واعتمادهم عليها، وضعف التوكل على الله». كما أصدرت الوزارة أخيراً تعميماً مماثلاً إلى مديري ورؤساء تحرير الصحف والمجلات المحلية، أكدت فيه «عدم نشر أي مواضيع تتعلق بأصحاب الرؤى ومعبري الأحلام أو الترويج لهم».