رد المجلس الدستوري الطعن الذي تقدم به «التيار الوطني الحر» في شأن تمديد ولاية البرلمان اللبناني. واعتبر في ملخص قراره، ان «التمديد يتعارض مع المبادئ التي نصت عليها مقدمة الدستور ومع مفهوم الوكالة النيابية، غير ان الظروف الاستثنائية التي تمر فيها البلاد على الصعيد الامني تبرر تمديد الولاية طالما ان هذه الظروف الاستثنائية مستمرة في الزمان، ولكن لا احد يستطيع ان يتكهن بأن الظروف الاستثنائية ستستمر سنتين وسبعة اشهر ليمدد ولاية المجلس حتى 20 حزيران (يونيو) 2017». ورأى المجلس في قراره أن «تعطيل المؤسسات الدستورية وبخاصة رئاسة الجمهورية، يتعارض جذرياً مع الغاية التي وجد الدستور من أجلها». واعتبر ان «إصدار قانون التمديد قبل تسعة ايام من انتهاء ولاية المجلس النيابي، وتقديم الطعن بدستوريته قبل اسبوع من انتهاء هذه الولاية، قلصا الى حد كبير الخيارات امام المجلس الدستوري بسبب ضيق الوقت بسبب انتهاء ولاية المجلس في 20/11/2014، ولم يعد في الامكان تقصير الولاية الممددة بقرار من المجلس النيابي، اذا ما صدر قرار بإبطال التمديد، ولا يستطيع المجلس الدستوري تقصير الولاية الممددة لأن ذلك يخرج عن صلاحياته، ما يخشى معه حدوث فراغ في المجلس النيابي، بسبب عدم اجراء الانتخابات، وقطع الطريق بالتالي على انتخاب رئيس الجمهورية ما يقود الى انهيار النظام والدولة، لذلك يعتبر التمديد امراً واقعاً». وبعد المداولة، أكد المجلس الدستوري الآتي: «ان دورية الانتخابات مبدأ دستوري لا يجوز المس به مطلقاً. ان ربط اجراء الانتخابات النيابية بالاتفاق على قانون انتخاب جديد، او بأي اعتبار آخر، عمل مخالف للدستور. ان التدابير الاستثنائية ينبغي ان تقتصر على المدة التي توجد فيها ظروف استثنائية فقط. اجراء الانتخابات النيابية فور انتهاء الظروف الاستثنائية وعدم انتظار انتهاء الولاية الممددة. ان تعطيل المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، انتهاك فاضح للدستور». ولفت الى انه واستناداً الى الاسباب الواردة في الحيثيات، قرر المجلس الدستوري قبول المراجعة شكلاً. ورد الطعن للحيلولة دون التمادي في حدوث الفراغ في المؤسسات الدستورية. وفي أول تعليق له اعتبر رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون أن «قرار المجلس الدستوري رد الطعن خاطئ». وأوضح في حديث أمام زواره، أن «حجة فراغ المؤسسات غير مبررة». أما أمين سر التكتل النائب إبراهيم كنعان فعلق على القرار قائلاً: «للممددين عجزهم ولنا مبدئيتنا وشرف المحاولة».