شددت قوات الأمن العراقية إجراءاتها في بغداد امس، بعد ليلة دامية شهدت عشرات التفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات وقذائف هاون تركزت في منطقة الكرخ، وأعلنت حظر التجول في الأنبار، فيما دعا زعيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، أبو بكر البغدادي «أهل السنة» إلى «قتال الجيش»، وأمر مقاتليه ب «الزحف إلى بغداد والجنوب لمواجهة الصفويين والرافضة». وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الفريق محمد العسكري لقناة «العراقية» الحكومية ان «الجيش يشن عملية واسعة النطاق، بغطاء جوي على عناصر داعش والقاعدة والإرهابيين». وجاء في بيان ل «قيادة عمليات الأنبار» أن قواتها «بالتعاون مع الشرطة فرضت حظراً شاملاً للتجول في الرمادي بدءاً من الساعة 12 ظهراً وحتى إشعار آخر»، وأكد البيان «انطلاق عملية عسكرية واسعة لتطهير كل المناطق من داعش والخلايا النائمة». وأضاف أن القوات «تعمل على تفتيش كل منزل ومحل وشركة ومعمل بشكل كامل وعلى التدقيق في الهويات المدنية، بحثاً عن الخلايا النائمة التي تشكل خطراً اكبر من العناصر الموجودة في الساحة». وأعلن نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار صالح العيساوي في تصريح الى «الحياة» امس ان «مجلس المحافظة كان يتطلع بأمل إلى المفاوضات الجارية في الفلوجة ولكننا فوجئنا بخطف مسلحين عدداً من زعماء العشائر الذين وقعوا اتفاقاً نهائياً لحل الأزمة وسحب المسلحين ليلة اول من امس». وأوضح ان الاتفاق تضمن اعادة تسمية زبار هادي العرسان قائمقاماً للمدينة، والعميد الركن عبد السلام العلواني مديراً للشرطة ودعا عناصرها إلى العودة لممارسة عملهم وإنهاء المظاهر المسلحة في المدينة. وجدد نائب رئيس المجلس تأكيده ان «قوات الأمن وأبناء العشائر، سيدخلون المدينة في غضون يومين بعد فشل المفاوضات بين شيوخ العشائر والمسلحين». من جهة أخرى، دعا البغدادي، في تسجيل، «أهل السنة في العراق الى قتال الجيش في الأنبار». وقال «ها انتم رأيتم الرافضة على حقيتقهم، هذه فرصتكم فلا تضيعوها وإلا لن تكون لكم بعدها كلمة والتفوا حول ابنائكم المجاهدين». وأمر مقاتليه في الأنبار بأن «يكونوا رأس الحربة في قتال الصفويين والبقاء في مقدم الصف». وأضاف «ازحفوا الى بغداد والجنوب لتشغلوا الروافض في عقر دارهم، وإياكم ان تسلموا اهلكم وعشائركم». في هذا الوقت، وصف رئيس الوزراء نوري المالكي خيم المعتصمين بأنها «خدعة». وقال في خطاب القاه في الناصرية (جنوب) أنه «بعد مرور سنة كشفت هذه الخدعة وتبين انها ساحة فتنة وقد اكتشفها اهل الأنبار بعد ان تحولت الى اعادة بناء تنظيمات القاعدة والبنى التحتية للإرهاب». وأشار الى «انهم فضحوا من خلال اعترافات المعتقلين الذين ضبطوا وهم يفجرون السيارات في الأسواق والمجمعات السكنية بواسطة الانتحاريين السعوديين واليمنيين والليبيين حيث كان من الواجب بعد ان انكشفت الحقيقة ان ننهي هذه المسرحية وقد توحد العراقيون كما لم يتوحدوا من قبل وحمل ابناء العشائر السلاح وزودناهم المزيد (منه) للقتال جنباً الى جنب مع اجهزتنا الأمنية».