إحصاءات الانترنت تشير إلى أن أكثر كلمة selfie كانت من أكثر الكلمات تداولاً على الانترنت باللغة الإنكليزية. كما أن قاموس أكسفورد الإنكليزي أضافها أخيراً في قاموسه ضمن كلمات اللغة الاكليزية الدارجة حديثاً. حمى تصوير الأشخاص لأنفسهم لم تقتصر على المراهقين أو الشباب فحسب، بل امتدت لتشمل المشاهير ورؤساء الدول وغيرهم. في هذا السياق طرحت «بي بي سي» سؤالاً عن السبب العلمي الذي يدفع الناس لتصوير أنفسهم بهذا الشكل المتزايد. ولماذا يبدو أن طريقة ملاحظة صور الناس لأنفسهم تختلف عن طريقة ملاحظتهم لصور غيرهم. المتخصص في علم الأعصاب في كلية لندن الجامعية جيمس كيلنر يحاول الإجابة على هذا السؤال بقوله «إننا في مواقف الحياة اليومية المختلفة نمضي وقتاً طويلاً في مشاهدة الآخرين والتفاعل معهم، نتعامل مع تعابير وجوههم ونحاول فهمها، وهو أمر أساسي نعول عليه كثيراً في نجاحنا في التفاعل مع الناس اجتماعياً. وخلال فترات حياتنا المختلفة نصبح خبراء في فهم تعابير الناس من خلال النظر إلى وجوههم. لكننا في المقابل لا نملك ذات الخبرة حينما ننظر إلى وجوهنا». وبحسب كيلنر فإن تصوراتنا عن تعابير وجوهنا تأتي فقط من خلال إحساسنا بحركتها خلال حديثنا وتعبيرنا. وهو مايسبب نقصاً في إدراكنا لشكل وجوهنا خلال التعابير المختلفة. فعلى سبيل المثال، أثبتت تجارب مختلفة أننا حين نحضر صورة لأحدهم ونطلب منه أن يقلد تعبير وجهه الظاهر في الصورة، فإنه لا يستطيع فعل ذلك بشكل متطابق مالم يكن قادراً على رؤية وجهه أثناء التطبيق. ويرى المختص في علم الأعصاب أن هذا النقص في معرفة كيف تبدو وجوهنا خلال التعبير يولد أثراً شديداً في اعتقادنا عما تبدو عليه وجوهنا حقيقة خلال التعبير. ويدلل كيلنر على ذلك بتجارب مختلفة قام بها علماء بطباعة مجموعة صور بعضها معدل لتبدو أفضل أو أقل من الصورة الحقيقة للأشخاص التي أجريت عليهم التجربة، في حين طبع بعضها على بشكلها الأصلي. وبعد ذلك سئل الأشخاص عن أي الصور تبدو أكثر مطابقة لأشكالهم الحقيقة. وتظهر النتائج أن معظم الأشخاص اختاروا الصور المعدلة والأقل مطابقة لما تبدو عليهم وجوههم حقيقة، وهو ما يظهر فارقاً كبيراً بين تصورنا عما تبدو عليه وجوهنا، وبين شكلها الحقيقي الذي يراه الناس. مايدهش كلينر هو أن من أجريت عليهم التجارب، كانو يميلون إلى اختيار الصور المعدلة التي تبديهم أكثر جاذبية وليس العكس. وبعبارة أخرى فإن لدينا صورة عن أنفسنا موجودة في أذهاننا تظهرنا أكثر جذابية وشباباً عما نبدو عليه حقيقة. ويخلص جميس كيلنر إلى تفسير جزئي لهوس الناس تصوير أنفسهم بأنفسهم، بالقول «إن الناس يحاولون تكرار تصوير أنفسهم كثيراً حتى الوصول إلى صورة تتطابق مع الصورة الموجودة في أذهانهم ويعتقدون أنها تمثل أشكالهم الحقيقية».