«إذا صدأ الرأي صقلته المشورة»، من طريق تلك الحكمة سارت معظم الأندية في هذا الموسم بعد أن بدأت ثقتها تتآكل في وكلاء أعمال اللاعبين الذين يسوقون لموكليهم في الشرق الأوسط، بعد مقالب ليست بالقليلة شربتها الإدارات وتكبدت خسائر مالية كبرى نظير تعاقدات خائبة في الأعوام الماضية. إلا أن مسيّري الأندية في هذا الموسم اختاروا المشورة قبل العمل حتى يغلفوا عملهم بالضمان، على الأقل عندما يستنيرون بآراء لاعبيهم أو مدربين يعيشون اللحظات كما هي في دوري عبداللطيف جميل، فأراحوا عقول جماهيرهم، وكأنهم شعروا بالراحة حيال صفقات أبرموها في موسم يبدو مختلفاً من جميع النواحي حتى في اتخاذ القرارات. البداية من متصدر الترتيب النصر الذي حرص في البداية على الوصول إلى خيار يجمع مابين الفائدة والمبلغ المادي المعقول، والعطاء الفني الغزير، ومن خلال بحثه عن اللاعبين وجد اللاعب الجزائري مراد دلهوم الذي يقود مواطنه فريق وفاق سطيف، إلا أنه وعلى رغم المستويات اللافتة التي يقدمه دلهوم مع فريقه هذا الموسم، إلا أن إدارة النصر فضلت الأخذ برأي مدرب التعاون الجزائري توفيق روابح الذي بارك للنصراويين هذه الخطوة، مشدداً لهم على سهولة اندماج اللاعب على الأجواء في الدوري السعودي لتنهي إدارة النصر ذلك التعاقد. ويأتي من بعده الهلال الذي لم يفلح تعاقده مع المدافع الكوري سوانغ هون، الذي استغنى عنه المدرب سامي الجابر بعد مستويات متواضعة لم ترق إلى طموحات الهلاليين، وبعد ذلك فضلت «الإدارة الزرقاء» عدم الانصياع لوكلاء اللاعبين وملفاتهم في وقت ضيق، فرمت بالكرة في ملعب اللاعب البرازيلي تياغو نيفيز من لأجل طرح اسم يقترحه لارتداء القميص الأزرق، فلم يتأخر في الرد حينما أوصى بالتعاقد مع زميله في فريقه السابق فلومينيسي البرازيلي ديغاو، فأخذت الإدارة بتلك النصيحة وجلبت اللاعب سريعاً. في الأهلي، وبعد سلسلة من التعاقدات المتعثرة، فضلت الإدارة ترك المساحة لمدرب الفريق فيتور بيريرا لأجل إحضار لاعب يثق في قدراته ليحل مكان البرازيلي فيكتور سيموس، بدلاً من النظر في المسميات التي تطرحها مكاتب التعاقدات، فأبدى بيريرا رغبته في التعاقد مع مواطنه لويس ليال ليكون مهاجماً للفريق، الأمر الذي لم تتوانى في إنهاء إجراءاته إدارة «الفريق الأخضر» . وبالوصول إلى الاتحاد، فإنه تريث كثيراً حتى وجد مدرباً ينصبه على رأس الجهاز الفني لفريقه الأول، عندما وسعت دائرة البحث لتصل إلى أميركا الجنوبية وتحديداً الأوروغواي، وبعد ذلك قررت اللجوء إلى مدرب فريق النصر دانييل كارينيو الذي يحمل الجنسية الأوروغويانية، واستفسرت منه حول أفضل المدربين، فرشح لهم نظيره فريزيري الذي درب منتخب الشباب للأوروغواي، فتعاقدت الإدارة معه بعد توصية من كارينيو. الأمر ذاته حدث قبل بداية الموسم مع فريق التعاون الذي استكشف كثيراً حول مهاجمين مميزين، فركنت إلى مدرب فريقها توفيق روابح لتسمية لاعب من شأنه أن يصنع الفارق مع «سكري القصيم»، فاختار الكاميروني بول إيفولو الذي لعب في الدوري الفرنسي، إلا أنه بعد جلبه للتعاون أثبت أن المشورة هي لقاح العقول، إذ يعد إيفولو أحد هدافي الدوري، على رغم غياباته المتقطعة عن المشاركات، إلا أنه يقدم مستويات كبيرة تنم عن حسن اختيار.