ترتدي «أشجار اللوز» التي تتفرد مناطق محدودة جنوب محافظة الطائف بإنتاجها هذه الأيام، كسوتها السنوية باللون الأبيض، لتكون نقطة الانطلاقة إلى تغيير جلدها مرات عدة إلى ألوان أخرى، تحمل خلال تحليلها تفسيرات للخير والتفاؤل، معلنة إقدامها على مرحلة شروق جديدة للجود والعطاء. وقال أحد قاطني المنطقة محمد الثقفي ل «الحياة» إن شجرة اللوز موطنها الحقيقي الذي لم تتنازل عنه ثقيف، حداد، وميسان، وجميعها قرى زراعية متناثرة ومتجاورة في الموقع جنوب المحافظة السياحية، والذي يغلب على سكانها الطابع القروي. وأوضح أن شجرة اللوز لا تنمو بالجودة ذاتها إطلاقاً سوى في هذه المواقع الثلاثة، كاشفاً عن محاولات تمت بتدخل معالجات كيماوية بواسطة البيوت المحمية لنمو شجرة اللوز وقد خلصت إلى الفشل. وأضاف: «الثمار تتوزع في جميع أجزاء النبتة وتظهر في بداية فصل الشتاء عند بزوغ نجم النثرة بلونها الأبيض وتتحول تدريجياً إلى الاخضرار ثم إلى الرمادي مع مرور الوقت، يكسوها شعر ناعم الملمس، وعند النضج ترتدي اللون البني الفاتح، حينها تنشطر الثمرة وتتجرد من غلافها الأول الذي تتراخى قواه، ويعلن الاستسلام والانسحاب والسقوط ويبقى الجزء الداخلي للثمرة وهو عبارة عن مادة صلبة خشبية». وزاد: «عند الغلاف الثاني ويسمى (فق) في جنوبالطائف، من الضروري تدخل أشخاص من أصحاب الخبرة في هذه العملية التي تتطلب وقتاً وجهداً متواصلين، وهذا الجزء في داخله بذرة وأحيانا بذرتان بلون بني فاتح يسمى (اللباب) الذي تجاوز سعر الكيلو الواحد منه 150 ريالاً في الأسواق». وأفاد بأن هناك نوعين من اللوز البجلي نوع حلو وآخر مر، مبيناً أن العاملين على جني ثمار اللوز يضربون ثمار اللوز باستخدام العصي بشكل خفيف حتى تتساقط الثمار على الأرض، ثم جمعها للدخول في عملية أخرى للحصول على اللباب وهي عملية تكسير ثمار اللوز المسماة «الغضاريف»، وهي عملية طويلة وتحتاج للصبر والعمل المتواصل لإنجازها. وتابع قائلاً: « يجمع اللباب ليباع في الأسواق، فيما تخزن ثمار اللوز داخل أكياس لفترات طويلة دون أن تفقد فائدتها، ويقْدم بعض المزارعين على بيع ثمار اللوز دون استخراج اللباب منه، ويصل سعره أحياناً إلى أرقام مرتفعة في حدود 1000 ريال، إذ يقدم للضيوف ويعتبر من أساسيات الضيافة». وأشار إلى أن بعض الأهالي يقدمون ثمار اللوز للضيوف قبل نزع الغلاف الثاني بغية إشراكهم في هذه العملية واستخراج اللباب لايجاد طقس يكسر حاجز الرسمية ويعبر عن الألفة والمحبة وكرم الضيافة، لافتاً إلى أن شجرة اللوز المعمرة، لا سيما النوع البجلي الذي ينسب إلى إحدى القرى يحظى بمكانة خاصة ويقْدم بعض عشاقها على تناولها قبل نضوج كامل الثمرة وتسمى في هذه المرحلة »قضيما». من جهته، كشف رئيس مجلس التنمية السياحية في ثقيف جمعان الحصين خلال حديثه إلى «الحياة» عن أن أعداد أشجار اللوز تتجاوز 60 ألف شجرة، موضحاً أنه تم توظيفها في الجانب السياحي منذ ثلاثة أعوام بإعتبارها هوية أساسية للمنطقة والترويج لها خصوصآ في موسم الصيف الذي يشهد تدفقاً للمصطافين والسياح على منطقة تتمتع صيفاً بطبيعة جاذبة.