أعلنت منظمة «أوبك» أمس مواصلة انخفاض إنتاجها النفطي، وأن ما تضخه الآن يقل عن الحاجات العالمية هذه السنة، ما يُظهر تداعيات تعطل الإنتاج في ليبيا ودول أخرى. وفي التقرير الشهري للمنظمة تركت «أوبك» تقديرها لنمو الطلب العالمي على النفط هذه السنة من دون تغيير يُذكر، اي 1.05 مليون برميل يومياً، وعبّرت عن تفاؤل حذر في شأن توقعات الاقتصاد العالمي. وتوقع التقرير أن يبلغ متوسط الطلب على نفط أوبك هذا العام 29.58 مليون برميل يومياً من دون تغيير يذكر عن التقدير السابق. ونقل التقرير عن مصادر ثانوية أن إنتاج «أوبك» انخفض إلى 29.44 مليون برميل يومياً في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ما يقل عن مستوى الطلب المتوقع هذه السنة. وينبئ ذلك بأن السوق لن تتلقى كميات فائضة هذه السنة إذا ظل إنتاج «أوبك» عند مستوى كانون الأول. غير ان ذلك مُستبعد إذا تعافت الإمدادات من العراق وليبيا وإيران في 2014. الأسعار إلى ذلك، هبط النفط إلى أقل من 107 دولارات للبرميل في ظل توقعات بمزيد من الإمدادات من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، طغت على أنباء بانخفاض كبير لمخزون النفط الخام في الولاياتالمتحدة. وكانت إمدادات ضخمة من العراق وليبيا تعطّلت بسبب نزاعات، لكن الدولتين قد تضخان قريباً مزيداً من الخام في الأسواق العالمية التي لديها معروض كافٍ فعلاً. ويشير محللون إلى أن الخوف من تحوّل تلك الإمدادات إلى فائض في السوق يطغى على علامات تشير إلى تسارع النمو الاقتصادي العالمي وزيادة الطلب على الوقود. وهبطت العقود الآجلة لخام «برنت» تسليم شباط (فبراير) 48 سنتاً إلى 106.65 دولار للبرميل بعدما أغلقت مرتفعة 74 سنتاً أول من أمس. وانخفض الخام الأميركي الخفيف 20 سنتاً إلى 93.97 دولار للبرميل بعدما أغلق مرتفعاً 1.58 دولار أول من أمس محققاً مكاسب للجلسة الثالثة على التوالي. ليبيا وفي ليبيا، أعلن نائب وزير النفط الليبي عمر شكمك بلوغ عائدات بلده من النفط في العام 2013 نحو 40 بليون دولار، مقارنة ب50 بليوناً كانت متوقعة، وذلك بسبب الحركات الاحتجاجية التي شلّت القطاع. وقال: «عائدات النفط بلغت اكثر بقليل من 40 بليون دولار، اي أقل بنسبة 20 في المئة من التوقعات». وأضاف أن «العائدات النفطية في النصف الأول تخطت التوقعات إذ سجلت 27 بليون دولار قبل أن تهبط إلى 13 بليوناً في النصف الثاني. والسبب في هذا الانخفاض هو إغلاق المرافق النفطية بسبب الحركة الاحتجاجية التي شهدها الشرق الليبي منذ تموز (يوليو). وأدت هذه الاحتجاجات إلى خفض معدل الانتاج النفطي في البلد إلى 993 ألف برميل يومياً في حين كانت التوقعات 1.45 مليون، وفق ما أعلن مدير التخطيط في الوزارة، سمير كمال.