أشاد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، بوفد بلاده إلى المفاوضات مع الدول الست المعنية بملفها النووي، معتبراً انه «صمد أمام منطق الغطرسة»، كما قلّل من أهمية فشلٍ محتمل في إبرام اتفاق نهائي يطوي الملف، مؤكداً أن «السماء لن تُطبق على الأرض». وأعلن خامنئي دعمه تمديد المفاوضات بين طهران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، قائلاً: «لم نعارض مبدأ التفاوض، كما لم نعارض تمديد المفاوضات». وأضاف خلال استقباله قادة ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري): «على الشعب الإيراني والأطراف المفاوضين أن يدركوا انه إذا لم تُحسم المفاوضات، سيتضرّر الأميركيون أكثر من الجميع، لا إيران، إذ لن تُطبق السماء على الأرض بالنسبة إلينا، لأن لدينا طريقاً للحل عنوانه الاقتصاد المقاوم». ورأى في سيطرة الجمهوريين على الكونغرس وأحداث مدينة فيرغسون «مؤشرات إلى شرخ عميق بين الشعب والإدارة الأميركية»، وتابع أن «المسؤولين الأميركيين يحتاجون لنصر ضخم». وأثنى على «الجهود الدؤوبة والجدية» التي بذلها الوفد الإيراني المفاوض، لافتاً إلى أنه «قاوم المطالب المتغطرسة للطرف الآخر الذي كان يغيّر كلامه يومياً». وزاد: «نقبل أي قرار عادل ومنطقي، وسنعارض كل مطلب مبالغ فيه». وأكد أن طهران «لا تحتاج لثقة» الأميركيين، مضيفاً: «إنهم مستكبرون، لأن ماءنا وماءهم لا يصبّ في نهر واحد». وتطرّق خامنئي إلى تصريحات لمسؤولين أميركيين عن ضرورة الحفاظ على أمن إسرائيل في المفاوضات النووية، قائلاً: «سواء أُبرم اتفاق أم لم يُبرم، ستصبح إسرائيل أقل أمناً يوماً بعد يوم». واعتبر أن «المسؤولين الأميركيين ليسوا صادقين في كلامهم، لأنهم يسعون وراء مصالحهم وأمنهم الفردي، لا أمن إسرائيل»، مشيراً إلى «رأسماليين صهاينة يرشونهم ويهددونهم ويفضحونهم، ويغتالونهم عند اعتراضهم». ولفت إلى أن «الفكر التعبوي (الباسيج) الذي أرساه الإمام الخميني، بات نموذجاً وانتقل خارج (إيران) وانتشر في العراق وسورية ولبنان وغزة»، معرباً عن ثقته بنشر هذا الفكر في «القدس الشريف لإنقاذ المسجد الأقصى». ورأى أن إيران باتت «لا تُقهر، ببركة تعبوية الغالبية الساحقة من شعبها». إلى ذلك، نبّه قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري إلى أن «الدور الذي يقع على عاتق التعبئة في هذه المرحلة الحساسة من الثورة، مهم وحساس جداً»، معتبراً أن «الوقت الراهن يمثّل المرحلة الثالثة من الثورة». أما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني فحض الغرب على «ألا يعتمد سياسة استفزازية في التعامل مع إيران في شأن برنامجها النووي»، معتبراً أن «الوقت حان ليتخذ الغربيون قراراً صائباً». وأضاف: «إما انهم راغبون في أن تتابع إيران نشاطاتها النووية في إطار مراقبة (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)، وإما أن يجعلوها تندم على خوضها المفاوضات». وحذر الغرب من «السعي إلى خداع» طهران، لافتاً إلى أن «طريق التفاوض مفتوح».