ساد الهدوء معظم شوارع مدينة فيرغسون بولاية ميسوري الأميركية ليل الأربعاء، بعد ليلتين من الاضطرابات العنصرية تلت قرار هيئة محلفين عدم اتهام ضابط شرطة أبيض يدعى دارين ويلسون بقتل فتى أسود أعزل يدعى مايكل براون بالرصاص في 9 آب (أغسطس) الماضي. وبدا أن البرد والثلج الذي تساقط على المدينة أديا إلى تراجع الاحتجاجات في فيرغسون ومدن أخرى في الغرب الأوسط والساحل الشرقي للولايات المتحدة عشية عطلة عيد الشكر الذي يجمع العائلات الأميركية سنوياً يوم الخميس الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر). ولاحظ مراسلون تواجد أشخاص قليلين في شارع قريب من مفوضية الشرطة في فيرغسون، وهو عدد أقل بكثير من عدد عناصر الحرس الوطني ال2200 والذين قدموا على متن مركبات «هامفي» لتقديم دعم للشرطة. وقال حاكم ميسوري، جاي نيكسون، «الوجود الكثيف للحرس الوطني كان مفيداً جداً»، علماً أن قائد شرطة مقاطعة سانت لويس، جون بيلمار، تحدث عن تراجع عدد الحرائق المتعمدة، واقتصار الأعمال غير الشرعية على مجموعة صغيرة نسبياً. وخفف من غضب سكان فيرغسون تأييد مشاهير، بينهم نجم موسيقى «الهيب هوب» راسل سايمونز، دعوة إلى مقاطعة «الجمعة الأسود»، وهو اليوم السنوي للمبيعات في المتاجر غداة عيد الشكر، احتجاجاً على تبرئة الشرطي. لكن السلطات لفتت إلى زيادة استثنائية في مبيعات الأسلحة إلى أشخاص من البيض، خصوصاً في مركز «أولتيمايت ديفانس فايرينغ رانج أند ترايننغ سنتر» بسانت بيتر قرب فيرغسون. وحددت بنحو 30 عدد قطع الأسلحة التي تباع يومياً، في نحو 5 قطع يومياً سابقاً. ولم يمنع الهدوء في فيرغسون تنظيم إحدى أكبر المسيرات لوس أنجليس، حيث ردد مئات المحتجين هتافات مثل «لا عدالة لا سلام»، قبل أن تعتقل الشرطة أكثر من 50 منهم لعصيانهم أوامر فض التجمعات وتعطيلهم حركة المرور. ويناهز عدد المعتقلين في أنحاء الولاياتالمتحدة 400. وامتدت تظاهرات التعاطف إلى لندن حيث تظاهر آلاف أمام السفارة الأميركية، وكرروا شعارات رفعت في فيرغسون بينها «حياة السود غالية» و»ارفع يديك ولا تطلق النار». وقد تستأنف التظاهرات بعد عيد الشكر، بعدما دعا الناشط الشعبي للحقوق المدنية آل شاربتون إلى يوم احتجاجات في أنحاء البلاد غداً، علماً أن ذوي القتيل براون قدِموا إلى نيويورك أمس للصلاة مع عائلتي شابين أسودين آخرين قتلتهما الشرطة أخيراً، هما اريك غارنر، رب العائلة الذي يبلغ 43 من العمر وقتل في ستايتن ايلند في تموز (يوليو) خلال عملية اعتقال متوترة، وأكاي غورلي (28 سنة) الذي قتل من طريق الخطأ برصاص شرطي مبتدئ في غرفة درج مظلمة لمسكن ببروكلين الأسبوع الماضي. وكان صبي أسود في ال12 من العمر قتل برصاص شرطي في كليفلاند (أوهايو، شمال) السبت الماضي، حين كان يلهو بسلاح زائف. ورداً على إعلان الشرطي ويلسون أنه «مرتاح الضمير» لتنفيذه واجبه في مواجهة الشاب الأسود القتيل الذي «هاجمني»، قال والد الضحية: «أولاً، كان ابني يحترم قوات الشرطة، واسأل أي شخص عاقل يجرؤ على مهاجمة شرطي مسلح»؟ أما والدته ليسلي ماكسبادن فقالت: «لا أصدق أي كلمة قالها الشرطي. لم يكن يمكن أن يهاجم ابني الشرطي، إذ كان يسعى إلى تأمين حياته».