هاجم وزير الدفاع الإسرائيلي، القطب في حزب «ليكود» الحاكم موشيه (بوغي) يعالون بشدة وزير الخارجية الأميركي جون كيري «المسيحاني المهووس بالتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين» وخطته الرامية إلى وضع «اتفاق إطار»، متوقعاً فشلها. كما رفض انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، متمنياً منح كيري جائزة «نوبل» للسلام «ليدع إسرائيل وشأنها». كما هاجم الرئيس محمود عباس (أبو مازن) «الذي سينتهي في حال انسحبنا من الضفة الغربية». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في عنوانها الرئيس أمس عن يعالون المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، قوله في اجتماعات مغلقة مع مسؤولين أميركيين وإسرائيليين: «إن أبو مازن يعيش على أنقاضنا... وفي اللحظة التي نترك فيها يهودا والسامرة (الضفة الغربية) سينتهي». وأضاف: «أن الأشهر الأخيرة لا تشهد مفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية إنما بين إسرائيل والولايات المتحدة، وفي موازاتها يدير الأميركيون مفاوضات مع الفلسطينيين، وإلى الآن نحن الطرف الوحيد الذي قدم شيئاً مثل الإفراج عن قتلة، بينما لم يعطِ الفلسطينيون شيئاً». وزاد: «أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن ينقذنا هو منح كيري جائزة نوبل للسلام». وأردف متباهياً: «أنه بفعل خبرته 20 عاماً في التعاطي مع الفلسطينيين من خلال مناصبه المختلفة في الجيش، بينها قائد المنطقة المسؤولة عن الضفة، ثم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، فإنني أعيش وأتنفس الصراع مع الفلسطينيين وأعرف بماذا يفكرون وماذا يريدون وماذا حقاً ينوون»، مؤكداً أهمية بقاء إسرائيل في مدن الضفة ومنطقة الأغوار. ووصف الخطة الأمنية التي قدمها الأميركيون (وضعها الجنرال جون ألن و160 خبيراً أميركياً ووصفها كيري بأنها تضمن أن تكون الحدود الشرقية لإسرائيل أكثر الحدود الآمنة في العالم) أنها «لا تساوي الورق المكتوبة عليه، وهي لا تتضمن الأمن ولا السلام، فقط مواصلة وجودنا في يهودا والسامرة وعلى نهر الأردن تحول دون أن يصبح مطار اللد الدولي ومدينة نتانيا (شمال تل أبيب) هدفاً لهجوم صاروخي من الجهات المختلفة». وتابع متهكماً: «أنه ليس في وسع وزير الخارجية الأميركي الذي جاء إلينا عازماً يحركّه استحواذ غير مفهوم وشعور بأنه المنقذ المخلص، أن يعلّمنا شيئاً عن المواجهة مع الفلسطينيين». وأضاف: «أن الخطة الأمنية التي تقوم على تقنيات متطورة وأقمار اصطناعية وغيرها من دون وجود عسكري لإسرائيل، لن تحول دون محاولة خلية للسلفيين أو الجهاد الإسلامي القيام بعملية إرهابية ضد أهداف إسرائيلية، وأي أقمار اصطناعية هي التي يمكن أن تواجه صناعة القذائف الصاروخية المتطورة في نابلس وإرسالها نحو تل أبيب... وها هي منظمات الإرهاب في قطاع غزة تمتلك آلاف الصواريخ التي تطاول وسط إسرائيل، وهذه المنظمات نقلت تكنولوجيا صناعة الصواريخ إلى الضفة». ورأى أن «أبو مازن» ليس شريكاً بداعي أنه يتمترس وراء مواقفه. وقال: «إن كيري عالق أمام طرفين: الإسرائيلي الذي لن يقدم أي تنازل قبل أن يعلن الجانب الفلسطيني على الملأ اعترافه بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي، ويتنازل عن حق العودة، ويوقّع وثيقة بنهاية مطالبه». وأردف: «أن «أبو مازن» لن يتنازل عن حق عودة لاجئي عام 1948، وسيكون راضياً فقط في حال تخيير كل لاجئ بين العودة إلى دياره أو البقاء حيث هو الآن». وزاد: «أن ضمان الأمن لإسرائيل من الفلسطينيين كامن في اعترافهم بيهودية إسرائيل، وإذا لم يحصل تغيير في موقف الفلسطينيين، فإنه لا معنى لكل التكنولوجيا المتطورة التي تقترحها الخطة الأميركية، لأنها لن تحول دون أن يواصل طفل فلسطيني في الخامسة من عمره التفكير في تفجير نفسه عندما يكبر». ورفض اقتراحات كيري في شأن قبول إسرائيل بأن تقوم المفاوضات على أساس حدود عام 1967 مع تبادل أراضٍ، أو الاعتراف بالقدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، أو الخطة الأمنية الأميركية لضمان أمن إسرائيل بعد الانسحاب من الضفة. ليفني تنتقد يعالون وانتقدت زعيمة الحزب الوسطي «الحركة»، رئيسة طاقم المفاوضات وزيرة القضاء تسيبي ليفني وزير الدفاع الإسرائيلي على ما نُسب إليه، وقالت: «إن كيري يعمل من أجل وضع حد للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين من خلال تفهم عميق بأن في ذلك مصلحة إسرائيلية». وأضافت: «أن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة هي أهم ذخر استراتيجي لإسرائيل وحيوية لأمنها». وزادت: «أن من حق يعالون معارضة المفاوضات في شكل مسؤول، لكن من دون الانفلات وهدم العلاقات مع صديقتنا الجيدة». واعتبر زعيم المعارضة إسحق هرتسوغ أقوال يعالون «انفلاتاً مهيناً ومضراً يكشف عن الوجه الحقيقي لليكود». وتابع: «أن يعالون لم يتطرق إلى مسألة أمنية، إنما إلى أيديولوجية واضحة لحزبه لا تؤمن بالحل أو بالانفصال عن الفلسطينيين». ودعا ليفني وزعيم «يش عتيد» وزير المال يئير لبيد إلى ترك الحكومة والائتلاف مع «العمل» لتشكيل حكومة بديلة تؤمن بحل الصراع. بينيت وقال زعيم «البيت اليهودي» المتطرف الوزير نفتالي بينيت: «إنه يتحتم على إسرائيل أن توضح للفلسطينيين في شكل حاد وقاطع بأن القدس ستبقى العاصمة الموحدة لإسرائيل»، وإنها ترفض مبدأ حدود عام 1967 أساساً للمفاوضات، مكرراً قوله إن «أبو مازن» لا ينوي التوصل إلى سلام. ورأى أن الحل هو منح الفلسطينيين حكماً ذاتياً «في منطقة معينة»، على أن يبقى الأمن في هذه المنطقة أيضاً بيد إسرائيل.