انتقد القيادي السلفي عصام البرقاوي، الملقب بابو محمد المقدسي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) بسبب المعارك الأخيرة لعناصرها ضد تشكيلات من المقاتلين السوريين المعارضين، عبر تسجيل صوتي بث من سجنه في رميمين (شمال غرب عمان) أمس الاثنين. وقال البرقاوي "وصلت أخبار الفتنة في الشام إلى داخل السجون، وبذلنا جهداً كبيراً لإنهاء الاحتقان والتحزب، ونعلم كثيراً عن دقائق الأمور، ونقرأ ما بين السطور، مما يصلنا من اشخاص نثق بهم". واضاف: "وبما يخص القتال الدائر بين الفصائل المجاهدة، وأعمال التفجير التي تستهدف مقار المجاهدين، فإن فتوى جواز الاقتتال بين المسلمين حماقة وتغرير، لا تصدر عن عالم فيه مسحة فقه أو دين قويم، والأمر في دماء المسلمين يحتاج إلى تقوى الله سبحانه وتعالى". وأوضح "بدل أن نوجه المجاهدين، ليثخنوا أعداء الله والمجرمين قلبنا البوصلة وأفرحنا أعدائنا بهذا، وهو ما لا ينكره متابع". و قال معاتباً جماعة "داعش" إذا كنا "لا نستطيع أن نجاهد ونتعامل مع الفصائل التي تحمل راية التوحيد، التي نقاتل من أجلها، وإن اختلفنا معاً في التفاصيل، فكيف يمكن لنا استيعاب السوريين بما فيهم من النصارى (المسحييين) وغيرهم من الطوائف والملل". ويعد المقدسي المعتقل منذ ايلول (سبتمبر) 2010 المرشد الروحي السابق لأبي مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم "القاعدة". وكان الزرقاوي التقاه عام 1991 في باكستان قبل ان يلتحق بالسلفية الجهادية، لكنهما افترقا في وقت لاحق بسبب "خلافات أيديولوجية"، اذ يعارض المقدسي العمليات المسلحة ضد المدنيين. وحكمت محكمة أمن الدولة في الاردن في تموز (يوليو) 2011 على البرقاوي بالسجن خمسة اعوام ب"تهمة تجنيد مقاتلين" للمشاركة في عمليات جهادية في افغانستان.كما اتهم المقدسي ب"اصدار الفتاوى والمقالات من خلال المواقع الالكترونية التابعة لتنظيم القاعدة". ودارت معارك عنيفة الاسبوع الماضي بين ثلاثة تشكيلات من المقاتلين المعارضين من جهة، وعناصر من "داعش" في مناطق واسعة من شمال سورية. وشاركت "جبهة النصرة" في المعارك الى جانب مقاتلي المعارضة المؤلفين من "الجبهة الاسلامية" و"جيش المجاهدين" و"جبهة ثوار سورية" في بعض هذه المعارك، في حين تبقى على الحياد في مناطق أخرى.