منح حكام جائزة لتشجيع الروائيين المبتدئين في روايات الجريمة جائزتهم لرواية بعنوان «قطع خلال العظم» مشيدين بأصالة الرواية. غير أن المحكمين في الجائزة الأميركية لم يدركوا إطلاقاً أن الفائز بجائزتهم يقضي عقوبة السجن مدى الحياة جراء قتله لفتاة في مدينته. المفاجأة بحسب ما نقلت صحيفة «كالغاري هيرالد» جاءت حينما اتصل أحد الناشرين بهاتف الفائز ليتحدث معه. لكن الحديث كان مع ابنة عمه جيد ريد التي قالت إنه غير موجود هنا، إنه في مؤسسة، وعندما سألها الناشر هل سيخرج قريباً؟ أجابت بعد سكوت، سيمكث هناك إلى أجل غير مسمى. وبحسب الصحيفة، فإن ألاريك هانت الفائز بالجائزة، والبالغ من العمر 44 عاماً، قضى أكثر من نصف حياته في السجن بعد إدانته بقتل جويس أوستن (23 عاماً) آنذاك. في مدينة كليمسون جنوب كاليفورنيا عام 1988. ويقضي الفائز هانت عقوبة السجن في زنزانة مشددة الحراسة تبعد 180 ميلاً عن مشهد الجريمة. وكانت الضحية أوستن توفيت جراء استنشاق دخان أشعله أخ ألاريك هانت لتشتيت الشرطة، بينما يقوم أخوه ألاريك بسرقة متجر مجوهرات قريب من مكان الحريق. واعتقلت الشرطة الأخوين بعد ستة أسابيع من الحادثة وحكم عليهما بالسجن مدى الحياة والمنع من استئناف الحكم إلا بعد 30 عاماً من السجن. وتعرف ألاريك على العديد من الروائيين خلال عمله في مكتبة السجن مثل ارنست همنغواي، وجاءته فكرة كتابة القصة في رواية قبل ثلاثة أعوام من فوزه، بعد مشاهدته إعلاناً للمسابقة التي وضعت جائزة مقدارها 10 آلاف دولار للفائز، مع ضمان نشر روايته. وتدور أحداث الرواية الفائزة حول جريمة قتل امرأة اتهم فيها ظلماً صديقها الذي كان من قدامى المحاربين، ويقوم فيها بالتحقيق كلايتون غوثري مع مراهقة تدعى راشيل فاسكيز ابنة مهاجرين من بورتريكو. وعلى الرغم من أن العديد من الولايات الأميركية تمنع السجناء من جني أرباح خلال سجنهم، إلا أن المنطقة التي يقطن فيها ألاريك عقوبة السجن لا يوجد فيها قانون يمنعه من ذلك. ويؤكد ناشر الرواية أنه على الرغم من أن كاتب الرواية مجرم إلا أن الرواية لا تتحدث عن جريمته إطلاقاً، لكن والدة الضحية فرانسيس أوستن بدت مستاءة جداً. وقال أوستن لصحيفة «نيويورك تايمز» إنها مذهولة لسماعها خبر نشر القاتل لكتاب. وقالت «لقد تسبب في تقل ابنتي، والآن يكتب كتاباً حول ذلك، لا أستطع تصديق ذلك!» وتشير الصحيفة إلى أن الرواية تلقت استعراضات مختلفة. وبحسب الناقد في صحيفة «ريتشموند تايمز» في فرجينيا، فإن روايات الجريمة تشد القراء عادة بحبكتها التي تظهر في صفحاتها الأولى، وأحياناً تكون الرواية جاذبة بسبب أسلوبها القصصي، ونادراً ما تكون بسبب خلفية الكاتب. وجاءت رواية ألاريك مخالفة للتوقعات من حين صدورها، ويبدو أنه يكسب من الجولة الأولى.