طالبت اللجنة الاقتصادية النيابية الحكومة بتنظيم ملف خاص باستثمارات العراق الحكومية في دول أخرى. واستغرب نواب «عدم إدراج أي تفاصيل تخص هذا الملف ضمن هيكلية قانون الموازنة». وأعلنت العضو في اللجنة الاقتصادية النيابية نورة محمد السالم في تصريح إلى «الحياة»، أن العراق «استثمر فوائض كبيرة من الأموال في دول أجنبية وعربية على مدى السبعينات والثمانينات، في إطار ما يعرف بالاستثمار الخارجي». ولفتت إلى أن من هذه الاستثمارات «مزارع إنتاج المطاط في دول آسيوية وشركات لتصنيع الباصات مقرها الأردن، وأخرى للثروة الحيوانية بالاشتراك مع دول خليجية وأفريقية ولديها فرع رئيس في العراق، فضلاً عن الاشتراك مع دول عربية وأوروبية لتأسيس شركة «أكاي» لصناعة الأدوية». وأكدت السالم أن «معظم هذه الاستثمارات فاعلة سواء كانت عاملة في العراق أو في دول أخرى»، مستغربة «خلو قوانين الموازنة من الإشارة إلى عائدات كهذه، على رغم إدارتها من جانب وزارات مثل الخارجية والتخطيط والنقل». ودعت الحكومة إلى «الاهتمام بإعداد دراسة لتبيان أهمية الاستثمارات الخارجية وحجم العائدات». وأوضح الخبير الاقتصادي حيدر داود أن «إحدى المشاكل التي يواجهها الاقتصاد العراقي تتمثل بتهاون المسؤولين في الوزارات في التعامل مع الخارج، إذ يتغاضون عن موضوع الناقل الوطني ومستحقات السياحة الدينية». ورأى أن استمرار السياسة الاقتصادية في «التسامح سيؤثر ليس فقط في عائدات مالية يمكن الاستفادة منها في الموازنة، بل ينعكس على فاعلية القطاع الخاص المُفترض أخذ دوره في ظل نظام السوق المفتوحة». إلى ذلك، أعلنت وزارة النقل العراقية البحث في مستحقاتها المالية مع منظمة «أياتا» الدولية المقدرة بأكثر من 200 مليون دولار، في مقابل عبور الأجواء العراقية لمدة عشر سنوات. وأشارت في بيان إلى أن «وزير النقل باقر الزبيدي بحث مع وفد من «أياتا» في المستحقات المالية التي في ذمتها لوزارة النقل». ولفت الزبيدي إلى «وجود تعمد واضح من أياتا» في ذلك، ونأمل في حلّ الموضوع بالسرعة الممكنة، مشيراً إلى أن مجلس الوزراء ناقش هذه القضية ويمكن العراق أخذ حقه بحسب القوانين الدولية، ولا يجوز وضع العقبات أمام العراق ومستحقاته المالية. وأفاد البيان بأن الاجتماع «انتهى إلى تشكيل لجنة مشتركة بين الطيران المدني العراقي و «أياتا» لحل المسائل العالقة». وعرضت شركة «آرباص» على الحكومة العراقية إنتاج طائرات تخصص للمحافظات التي لا تضم مطارات، في لقاء جمع الزبيدي مع نائب رئيس «آرباص» الدولية في منطقة الشرق الأوسط تيموثي كارغيل. وأورد بيان وزارة النقل، أن البحث تطرق إلى «فتح ورشة صيانة وتصليح طائرات «آرباص» في بغداد بدلاً من إرسالها إلى الخارج». وقدم كارغيل عرضاً لإنتاج الشركة نماذج أخرى من طائرات «آرباص ATR» تُستخدم في المحافظات التي لا يوجد فيها مطارات مختصة، إضافة إلى مروحيات تُستخدم للإسعاف والإنقاذ.