هل كنت تتخيل أن تكون في بيتك وتستطيع التحدث مع رائد فضاء مباشرة من دون وساطة؟ أم كنت تتخيل أنك تحصل من شاهد عيان على تفاصيل أخبار وأحداث غيرت العالم؟ إنه حتماً «تويتر» الذي أدخلته التاريخ تغريدات كثيرة، ولعل هذا ما ميز الموقع ومنحه شعبيته. والواقع أن تويتر قلّص مسافات كانت تعتبر شاسعة في فترة سابقة. بفضله أصبحت شخصيات كثيرة، كانت «بعيدة عن المتناول» كالرؤوساء ورواد الفضاء والمشاهير وكذلك كثير من المعلومات، على تماس مع الجميع من دون تمييز ومجاناً. من ذا كان يصدق أن رواد الفضاء الذين يبدون وكأنهم جزء من الخيال أو من فيلم سينمائي يتحدثون مع كل العالم من الفضاء من دون أن تكون هناك وساطة؟ وفيما لم تفت هذه الشخصيات فرصة الإفادة من «تويتر»، فإن المحتوى الذي قدمته أسهم، هو أيضاً، في زيادة شعبية الموقع ودخوله التاريخ. ويقول مدير خدمات كبار العملاء في شركة «كونكت آذر» (شركة التمثيل الإعلامي الحصرية في «تويتر» - الشرق الأوسط) إيهاب الطرهوني: «تويتر دخل التاريخ بمحتواه النادر الذي لا يمكن أن تجده متوافراً بهذه البساطة من جانب شخصيات مرموقة تخبر العالم بنفسها عن نشاطاتها». ويضيف الطرهوني إن «هناك تغريدات لن ينساها التاريخ ليس لشهرة أصحابها أو إعادة تغريدها، إنما لمناسبة التغريدة، أو مكان المغرد». ويعطي مثالاً على ذلك تغريدات رواد الفضاء من دون أن تكون وكالة «ناسا» في المنتصف هذه المرة، ففي 12 أيار (مايو) 2009 انطلقت أول تغريدة من الفضاء أرسلها رائد الفضاء مايك ماسيمينو الذي كتب التغريدة وأرسلها بالبريد إلى مركز جونسون للفضاء، ثم نشر الرسالة على حسابه الخاص، بينما كانت أول تغريدة تُنشر في الوقت الحقيقي مباشرة من الفضاء في 22 كانون الثاني (يناير) 2010، إذ تمكن من ذلك رائد الفضاء كريمر بفضل التقنية الحديثة الموجودة على متن محطة الفضاء الدولية. وفي السياق ذاته، غرد الروبورت Curiosity Rover من المريخ بعد رحلة مثيرة وشيقة إلى الكوكب الأحمر عن وصوله إلى المريخ في 6 آب (أغسطس) 2012. وابتداء من عام 2013 صارت التهنئة بالعام الجديد تأتي من الفضاء مباشرة. في بدايتها غرّد رائد الفضاء الكندي كريس هادفيلد من محطة الفضاء الدولية ليقدم التهاني لمتابعيه. ومن الفضاء إلى الرجل الذي غرّد عن أحداث غير عادية تقع قرب منزله، كأصوات إطلاق نار وطائرات هليكوبتر، وهو استشاري تكنولوجيا المعلومات صهيب أطهر من باكستان، ليتكشف العالم أن ما يغطيه صهيب هو قتل أسامة بن لادن، ولتصفه الصحف العالمية من ثم ب«الرجل الذي غطى حدث قتل بن لادن من دون أن يعلم».