تعهّد زعيم المتمردين في جمهورية أفريقيا الوسطى ميشال دجوتوديا الذي استولى على السلطة وأعلن نيته البقاء في الحكم لثلاث سنوات، عدم الترشّح للانتخابات الرئاسية التي ستجرى نظرياً عام 2016. وأكّد أن حكومته ستراجع عقود التعدين والنفط التي وقّعت في عهد الحكومة السابقة. وكانت القوات التابعة لدجوتوديا سيطرت على العاصمة بانغي الأحد الماضي حيث عثر على 78 جثة. ولدى سؤاله عن مصير تراخيص النفط والتعدين التي منحها الرئيس المخلوع فرنسوا بوزيزيه لشركات صينية وجنوب أفريقية، قال دجوتوديا: «سأطلب من الوزراء المعنيين النظر في ما إذا كانت الأمور سارت في شكل سيئ في محاولة للتدقيق فيها (العقود)». وزاد أنه سيطلب من فرنسا القوة الاستعمارية السابقة والولايات المتحدة المساعدة في إعادة تدريب بلده الذي يفتقر إلى الانضباط ويعاني من انخفاض الروح المعنوية، وأطاحه مقاتلو تحالف سيليكا المتمرد بسهولة. كما حضّ دجوتوديا «الاتحاد الأوروبي لمساعدتنا على تنمية هذا البلد» مضيفاً أن حوالى 80 في المئة من المساعدات الأجنبية لبانغي مصدرها الاتحاد. وأضاف: «عندما تعثرنا وقف الاتحاد الأوروبي في جانبنا. لن يتخلّى عنا الآن». وتعكس تصريحات دجوتوديا عدولاً عن مسار سلفه بوزيزيه الذي أقام علاقات وثيقة مع جنوب أفريقيا ووقع معها اتفاق دفاع مشترك جديد في كانون الثاني (يناير) الماضي. وأرسلت جنوب أفريقيا بعثة تدريبية تضم حوالى 400 جندي إلى أفريقيا الوسطى قتل منهم 13 عنصراً وجرح 27 آخرون خلال قتال مع المتمردين في ضواحي بانغي. وأفادت وسائل إعلام في جنوب أفريقيا ومسؤول كبير في أوغندا الخميس الماضي بأن جنوداً جنوب أفريقيين تجمعوا في أوغندا لتنفيذ «مهمة جديدة» في جمهورية أفريقيا الوسطى. في حين أوضح البريغادير جنرال زولاني مابانغا الناطق باسم جيش جنوب أفريقيا أن القيادة «تنتظر تعليمات الحكومة لتبلغنا إما بالانسحاب من أفريقيا الوسطى أو إرسال تعزيزات إلى هناك». في المقابل، نفى الميجر روبرت فيرمان الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن تكون واشنطن اتصلت بالمتمردين. وإذ دان الاستيلاء غير القانوني على السلطة، دعا الأطراف المعنية إلى «الالتزام باتفاقات ليبرفيل والعمل على إيجاد حل لهذا الصراع». وكشف وزير خارجية بنين ناسيرو باكو أن الرئيس المخلوع بوزيزيه الذي فرّ إلى الكاميرون بعد الانقلاب، طلب اللجوء إلى بنين. وعد رئيس الوزراء نيكولاس تيانغاي الذي أعاده دجوتوديا إلى منصبه الأربعاء الماضي بعدما كان يترأس حكومة الوحدة الوطنية منذ شهرين، بأن تكون التيارات السياسية ممثلة في حكومته «الانتقالية» الجديدة. وأبدى مسؤولون في النظام السابق استعدادهم للتعاون. وقال سيرياك غوندا زعيم الغالبية الرئاسية السابقة «سنشارك في حكومة الوحدة الوطنية (...) العدد لا يهم المهم هو الشعب الذي يعاني. نحتاج إلى برنامج طارئ لجمهورية أفريقيا الوسطى التي تراجعت كثيراً». 78 جثة إلى ذلك، أوضح المسؤول في الصليب الأحمر في أفريقيا الوسطى ألبير يومبا إيامو أنه «عثر» على 78 جثة في شوارع بانغي منذ سيطر متمردو سيليكا على العاصمة. ولم يتم التعرف إلى هويات عدد منها، ودعي السكان للتوجه إلى مختلف المشارح في المدينة للمساعدة في هذا الأمر. وبعد أعمال نهب استمرت أياماً عدة، عاد الهدوء النسبي إلى شوارع بانغي التي تتولى قوات من المتمردين وعناصر من القوة الأفريقية تسيير دوريات أمنية فيها. لكن الوضع الصحي لا يزال صعباً في بعض الأحياء، خصوصاً في المستشفيات بسبب انقطاع مياه الشرب والكهرباء والافتقار إلى الوقود. ومنذ استقلالها في عام 1960، لم تشهد أفريقيا الوسطى سوى سلسلة من الانقلابات والانتخابات المثيرة للجدل وعمليات التمرّد، وقد تولى بوزيزيه السلطة عبر انقلاب في عام 2003.