وسط زخات المطر المتساقطة على «وادي لمى» أو وادي الأسمر، تركت أسرة الطفلة لمى الروقي الخيام وبيوت الشعر التي نصبت في موقع سقوطها، ليسكنوا في محافظة حقل القريبة من موقع الحادثة الأليمة، ومن ثم يأتون لمشاهدة أعمال «الدفاع المدني» بالتناوب في ما بينهم، إذ ما زالت ترقد جثتها على أعماق طويلة لم تستطع آلات «الدفاع المدني» ومعداتها من الوصول إليها، لتستعين بشركة أرامكو السعودية. وكانت الأيام الماضية شهدت أحداثاً عدة، منها اتهام والد لمى لشركة أرامكو بطلب مبالغ مالية لاستخراج جثمان ابنته من البئر، الأمر الذي نفته الشركة في حينها. وقالت الشركة إنها تعرب عن عميق تعاطفها مع أسرة «لمى الروقي» في هذه الظروف الأليمة، وتؤكد أنها استجابت فوراً لطلب «الدفاع المدني» لدعمها في هذا الشأن، وهي مستمرة في تقديم هذا الدعم بأقصى إمكاناتها، كما توضح الشركة أنه لا صحة إطلاقاً لما ذكره والدها بأن الشركة طلبت مبالغ مادية لقاء هذه الأعمال. من جانبه، أوضح المركز الإعلامي في تبوك أنه بعد عمليات شفط الأتربة والصخور خلال الأيام الماضية تم التوصل إلى أجزاء من جسد لمى وسلمت للطب الشرعي. وأضاف المتحدث الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في منطقة تبوك العقيد ممدوح العنزي أن عمليات البحث ما زالت مستمرة في الموقع. وفيما تم وصول الحفار من المنطقة الشرقية إلى موقع سقوط الطفلة في البئر الارتوازية بوادي الأسمر في محافظة حقل، واصلت آلات الحفر الخاصة للمساندة في عمليات الحفر لأعماق أكثر في باطن الأرض، إذ تم طلبه من «أرامكو» بواسطة «الدفاع المدني» في منطقة تبوك، بعد أن تعقد الوصول إلى جثمان الطفلة إثر صعوبة مواجهة طبيعة التربة التي واجهها رجال الدفاع المدني والجهات المساندة الأخرى. أعقب ذلك ما قاله مدير الدفاع المدني في منطقة تبوك اللواء مستور الحارثي إن الدفاع المدني عثر على أجزاء من أشلاء الطفلة لمى بعد العثور على دميتها، إذ جرى عرض الدمية على خال الطفلة، مراعاة لظروف والدها النفسية. وأضاف الحارثي أن عمليات الحفر بدأت وتحتاج إلى أكثر من 40 يوماً، ويشارك فيها الدفاع المدني وشركة أرامكو والجهات المساندة في الموقع، موضحاً أن العمل جار لتمكين الحفار التابع لشركة أرامكو من النزول في العمق لحفر بئر بعمق 80 متراً. وطلب الحارثي من المغردين تعزية والد لمى بدلاً من كتابة تغريدات عن وجودها خارج البئر أو أنها على قيد الحياة وانتقال الإشاعات، حرصاً على مشاعر ذويها. وعما إذا كان والد الطفلة لم يتسلم أو يشاهد اللعبة (الدمية) التي كانت بيد لمى قبل سقوطها في البئر، قال اللواء الحارثي بعد العثور على الدمية تم عرضها على خال الطفلة مراعاة لظروفه الصحية. وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني أول من أمس أنها ستتخذ إجراءات صارمة ضد ملاك الآبار المكشوفة في حال لم يتم إحكام إغلاقها خلال أسبوعين، اعتباراًَ من يوم أمس، وهددت بأن مالك البئر يتحمل «عقوبة جنائية» في حال حصول حوادث وقوع فيها. وقالت المديرية في تغريدة على «تويتر»، إن على أصحاب الآبار تأمينها خلال أسبوعين، وإلا سيتم تحمليهم المسؤولية الجنائية جراء هذا الإهمال. يذكر أن الآبار الارتوازية في المملكة تقدر بنحو 130 ألف بئر بحسب إحصاءات وزارة المياه، وأن أسرة لمى توعدت بالملاحقة والمساءلة القانونية لمن أساء لوالدي الطفلة.