أكد رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الحيدري تعطش المثقفين في الرياض إلى عمل فني راق، مثل مسرحية «هاملت اخرج من رأسي»، التي قدمها منتدى المسرح الثقافي في النادي يومي الأربعاء والخميس الماضيين. وقال بعد عرض المسرحية التي لاقت إقبالاً كبيراً، إذ احتشد حضور كبير في قاعة النادي: «تذوقت هذه الليلة طعم النجاح مشاركاً لطاقم المسرحية وهم يرون قاعة النادي امتلأت تماماً، بل وقف بعض عشاق المسرح ولم يجدوا مقاعد»، مؤكداً أن هذا الإقبال «سيدفع مجلس الإدارة إلى دعم منتدى المسرح بقيادة الحوشاني لتقديم أعمال أخرى، ولأسماء أخرى»، مشيراً إلى أن المشرف على منتدى المسرح الثقافي فهد الحوشاني دعم مادياً إنتاج مسرحيتين «إنتاجاً خاصاً من قبله، دعماً للمنتدى وسعياً لاستمرار نشاطاته». واعتبر النادي أن المسرحية ونجاحها «رد عملي سريع على ما يُثار في بعض الصحف من انحسار دور الأندية الأدبية، وما يُثار في بعض وسائل التواصل الاجتماعي عن قلة حضور فعاليات الأندية الأدبية». وعلى رغم برد الرياض وأجواء الامتحانات إلا أن عدد الحضور لم يتأثر، بل كان لافتاً بكثافته، لدرجة أن بعضهم لم يجد مقاعد للجلوس، واستمروا واقفين حتى نهاية العرض. وتعتمد المسرحية وهي عمل «مونودراما» على ممثل واحد فقط، خالد الحربي، وكتبها فهد الحوشاني، وتولى الإخراج بمهارة عالية صبحي يوسف، وساعده نايف البقمي. واستغرق العرض ما يقارب الساعة، وكانت بدايته مثيرة وغير نمطية، إذ أقفل المسرح وخرج خالد الحربي من قاعة المسرح بعصبيّة، متجهاً إلى بهو النادي منفعلاً، ثم إلى خارج المبنى الداخلي للنادي، وهو يلقي بكلمات العتب واللوم على المخرج والمنتج، وتبعه الجمهور! وبعد ربع ساعة، دخل قاعة المسرح وأكمل العرض، مسيطراً على مشاعر الجمهور بقدراته الفنية العالية يرافقه إخراج مسرحي مبهر، استخدم فيه صبحي يوسف الموسيقى والإضاءة في شكل ممتاز، أعطى العمل جاذبية كبيرة وتشويقاً وإمتاعاً. وتستلهم المسرحية بعض مقولات «هاملت» لشكسبير، التي تتداعى تباعاً على لسان الممثل وهو يحكي قصته عن معاناته بصفته ممثل «كومبارس» واضطهاد المخرج له، ما يحقق المعادلة بين ما هو واقعي وافتراضي وما هو موجود ومتوقع. وصفق الجمهور أكثر من مرة متفاعلاً مع أحداث المسرحية، مبدياً إعجابه بالممثل القدير خالد الحربي وهو يؤدي هذا العمل وحده، متقمصاً أكثر من شخصية داخل العمل. بعد ذلك، انطلقت ندوة نقدية حول العمل شارك فيها الكاتب والمسرحي محمد السحيمي، وشاركه طاقم المسرحية: الكاتب فهد الحوشاني، والممثل خالد الحربي والمخرج صبحي يوسف، وقدم السحيمي ورقة تضمنت تحليلاً للعمل وكشفاً عن جمالياته، مثنياً على أضلاع العمل الثلاثة: الكاتب والممثل والمخرج، ووصف توظيف اسم «هاملت» في العمل بأنه طعم لجذب الجمهور، وبأنه توظيف ناجح جداً، وُفق فيه الكاتب والمخرج. ثم بدأت المداخلات التي شارك فيها كل من: سلطان البازعي، وعبدالعزيز السماعيل، وعبدالله الكعيد، وعبدالعزيز عسيري، والدكتور نايف خلف، وأسماء العبودي. وحظت مسرحية «هاملت اخرج من رأسي» بحضور نخبوي ممتاز، يتقدمهم الممثل الدكتور راشد الشمراني، ورئيس جمعية المسرحيين السعوديين أحمد الهذيل، والكاتب المسرحي عبدالعزيز الصقعبي، والشاعر محمد عابس، وغيرهم. وكرّم رئيس النادي المشاركين بدروع تذكارية وهم: الكاتب فهد الحوشاني، والممثل خالد الحربي، والمخرج صبحي يوسف، ومساعد المخرج نايف البقمي، والفنان أحمد سليمان.