بعد إقامته عدة فعاليات أدبية وثقافية حضرها جمهور ضئيل خلال الفترة الماضية، شهد نادي الرياض حضورا كثيفا لمشاهدة عرض مسرحية «هاملت أخرج من رأسي»، مساء أمس الأول، لم يتأثر بانخفاض درجات الحرارة في الرياض، ولا أجواء الامتحانات، حتى أن بعض من حضروا مقاعد للجلوس ما اضطرهم إلى متابعة العرض وهم واقفون. المسرحية، التي قدمها منتدى المسرح الثقافي في النادي، هي عمل مونودرامي (يعتمد على ممثل واحد)، أداه الفنان خالد الحربي، وكتب النص فهد الحوشاني، وتولى الإخراج صبحي يوسف، وساعده نايف البقمي. وكانت بداية العرض، الذي استغرق نحو ساعة، مختلفة، إذ أقفل المسرح، وخرج الحربي من قاعة المسرح بعصبية، متجهاً إلى بهو النادي منفعلاً، ثم إلى خارج المبنى الداخلي للنادي، وهو يلقي بكلمات العتب واللوم على المخرج والمنتج، وتبعه الجمهور! وبعد ربع ساعة، دخل قاعة المسرح وأكمل العرض مسيطراً على مشاعر الجمهور، يرافقه إخراج استخدم فيه صبحي يوسف الموسيقى والإضاءة بمهارة، ما أعطى العمل جاذبية وتشويقا. وتستلهم المسرحية بعض مقولات «هاملت» لشكسبير، التي تتداعى تباعا على لسان الممثل وهو يحكي قصته عن معاناته بصفته ممثل (كومبارس) واضطهاد المخرج له، مما يحقق المعادلة بين ما هو واقعي وافتراضي وبين ما هو موجود ومتوقع. وصفق الجمهور أكثر من مرة متفاعلاً مع أحداث المسرحية، مبدياً إعجابه بأداء الحربي وهو يؤدي هذا العمل وحده، متقمصاً أكثر من شخصية داخل العمل. وعقب العرض، ألقى رئيس مجلس إدارة النادي، الدكتور عبدالله الحيدري، كلمة عبّر فيها عن شكره العميق نيابة عن زملائه أعضاء مجلس الإدارة للأستاذ فهد الحوشاني المشرف على منتدى المسرح الثقافي على دعمه المادي لإنتاج مسرحيتين كإنتاج خاص من قبله دعما للمنتدى وسعيا لاستمرار نشاطاته، ومقدماً الشكر للحضور الذي غصت بهم القاعة. وقال: تذوقت هذه الليلة طعم النجاح مشاركاً لطاقم المسرحية وهم يرون قاعة النادي وقد امتلأت تماماً، بل وقف بعض عشّاق المسرح ولم يجدوا مقاعد؛ مما يعني تعطش المثقف في الرياض لعمل فني راق كهذا، وهو ما سيدفع مجلس الإدارة لدعم منتدى المسرح بقيادة الحوشاني لتقديم أعمال أخرى، ولأسماء أخرى. وبعد كلمة الحيدري، عقدت ندوة شارك فيها الناقد والمسرحي محمد السحيمي، وشاركه كاتب المسرحية ومخرجها والممثل فيها. وقدم السحيمي ورقة تضمنت تحليلاً للعمل وكشفاً لجمالياته، مثنياً على أضلاع العمل الثلاثة (الكاتب والممثل والمخرج)، ووصف توظيف اسم «هاملت» في العمل بأنه طعم لجذب الجمهور، وبأنه توظيف ناجح جداً وُفق فيه الكاتب والمخرج.