تحول الطالب الباكستاني اعتزاز حسن الذي قتل الاثنين الماضي بعدما ألقى نفسه على انتحاري اراد تفجير مدرسة مدينة ابراهيم زاي في اقليم هانغو بإقليم خيبر باختونخوا القبلي (شمال غرب)، الى بطل بإنقاذه عدداً كبيراً من الأرواح. وأعلنت الشرطة الباكستانية المحلية ان حسن البالغ 15 من العمر اعترض انتحارياً توجه الى مدرسة محلية للشيعة تضم ألف طالب، ودفعه بعدما ضربه على رأسه الى تفجير عبوة حملها على بعد 150 متراً من المدرسة، ما ادى الى نجاة التلاميذ والأساتذة. وتبنت جماعة «عسكر جنقوي» السنية المتشددة الهجوم، علماً ان الشيعة الذين يمثلون نحو 20 في المئة من سكان باكستان البالغ عددهم 180 مليوناً يتعرضون غالباً لهجمات تشنها جماعات سنية متطرفة. وقال مجاهد علي بنغا والد حسن: «رغم انني فقدت ابني الحبيب لكنني افتخر بأنه امتلك شجاعة التضحية بنفسه من اجل قضية سامية تمثلت في انقاذ حياة مئات من التلاميذ»، مشيراً الى انه يتلقى رسائل تعزية باستمرار. وأشادت وسائل اعلام وشخصيات باكستانية بما نفذه اعتزاز، وأفردت الصحف مقالاتها الافتتاحية للإشادة بشجاعته، وقارنت بينها وبين تقاعس الحكومة عن مواجهة التشدد. وأوصى ناصر خان دوراني، قائد شرطة هانغو، بمنح الطالب ارفع جائزة مدنية في البلاد، لكن والدا الطالب نفيا تلقيهما اي اتصال من مسؤول حكومي او سياسي. وأورد التقرير السنوي للمعهد الباكستاني للدراسات حول السلام، وهو معهد دراسات مستقل ان «عدد ضحايا الهجمات الطائفية بين السنّة والشيعة زاد بنسبة 22 في المئة العام الماضي، وصولاً الى 687 قتيلاً، ما يشكل نزعة مثيرة للقلق الشديد حيال استقرار البلد، تؤكد فشل استراتيجية التهدئة التي تنتهجها الحكومة». وقال مدير المعهد محمد امير رنا ان «حكومة نواز شريف تركز على محادثات السلام، في ظل اعتقادها بأنها تستطيع تحقيق انجاز على هذه الجبهة يسمح بتخفيف الفلتان الأمني. لكننا نرى انها مخطئة، لأن سياسة التهدئة لن تترجم في المستقبل بتراجع الاعتداءات».