عقدت دول المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا المجاورة لجمهورية أفريقيا الوسطى قمة طارئة في العاصمة التشادية نجامينا أمس، يتوقع أن توجه تحذيراً إلى رئيس هذه الدولة ميشال جوتوديا لإعادة فرض النظام في بلاده التي تشهد منذ أشهر أعمال عنف دينية دامية. ويحضر جوتوديا، زعيم حركة متمردي «سيليكا» السابقين الذين أطاحوا الرئيس فرنسوا بوزيزيه من السلطة في آذار (مارس) الماضي، ورئيس وزراء أفريقيا الوسطى نيكولا تيانغاي القمة التي دعا إلى عقدها الرئيس التشادي إدريس ديبي الذي يتولى الرئاسة الدورية للمنظمة. ورداً على سؤال وجهته قناة «فرانس 2» حول ما إذا كانت استقالة جوتوديا ستسهل معالجة الأزمة في أفريقيا الوسطى، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنه «نظراً الى المرحلة الانتقالية السياسية ولأن الدولة مشلولة فيجب اتخاذ قرارات، وسنرى ماذا سينتج من اجتماع أصدقائنا الأفارقة». لكن رئاسة أفريقيا الوسطى نفت تفكير الرئيس جوتوديا في الاستقالة، بينما ذكرت المجموعة الاقتصادية أن هذا الأمر غير مطروح على قمة رؤساء الدول. وأعلن علامي أحمد، الأمين العام للمجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا، أن «القمة تنعقد بسبب تدهور الوضع الأمني»، مطالباً سلطات أفريقيا الوسطى بتحسين أدائها بدلاً من هدر الوقت في الشجار والخصام علناً. وأضاف: «نشاهد وضعاً مزرياً، إذ تبدي السلطات الانتقالية عجزها عن حل المشكلة، فيما يصب المجتمع المدني وطبقة سياسية الزيت على النار». وستبحث القمة أيضاً إرسال تعزيزات سريعة إلى القوة الأفريقية لمساعدة أفريقيا الوسطى (ميسكا)، وهو ما تطلبه فرنسا، التي لا تريد نشر أكثر من 1600 عسكري في عملية سنغاريس. وعلّق فابيوس على هذا الأمر قائلاً: «لا نريد الوقوع في دوامة، لكن يجب أيضاً أن يدعمنا آخرون، وأولهم الأفارقة ثم الأوروبيون، علماً أن وزراء الخارجية الأوروبيين سيجتمعون في بروكسيل في 20 الشهر الجاري. وتضم قوات «ميسكا» 4 آلاف عسكري، فيما أعلنت رواندا أول من امس أنها سترسل 800 جندي خلال عشرة أيام. وعموماً، توقفت المجازر التي ارتكبت على نطاق واسع خلال الأسابيع الأخيرة في عاصمة أفريقيا الوسطى بانغي، واستعاد قسم من المدينة نشاطه في شكل شبه عادي، لكن لا تزال تحصل تجاوزات وعمليات إطلاق نار ليلاً.