توصلت شركة «روش» السويسرية للأدوية إلى طريقة ناجعة تمكّن أدوية تستخدم الأجسام المضادة من الوصول إلى الدّماغ واختراقه، وهو ما يفتح باب الأمل في التوصل إلى علاجات فعّالة لأمراض عدة، منها ألزهايمر. وأجريت التجارب على تكنولوجيا «مكّوك الدماغ» المستحدثة على الفئران، وهي تسمح بتخطي الحاجز الدموي الدماغي الذي يفصل بين الدم والسائل الذي يخرج من الخليّة الدماغية في الجهاز العصبي المركزي، وهو ما كان يشكّل عقبة في بحوث الأدوية الخاصة بالأعصاب لأن هذا الحاجز كان يقطع على جزيئات كبيرة طريق الوصول إلى الدّماغ. ومعلوم أن ألزهايمر هو مرض قاتل يقضي على وظائف الدماغ، وقد أصاب 44 مليون شخص على مستوى العالم. وتتوقع الجمعية الدولية لمكافحة هذا المرض أن يرتفع عدد المصابين به ثلاث مرّات بحلول عام 2050. وفي حين أنه لا يوجد حتى الآن علاج يشفي من المرض أو يبطئه، فإن عدداً من الشركات منها «روش» و «إيلي ليلي» و «ميرك آند كو» و «جونسون أند جونسون» تجري بحوثاً لكشف أسباب المرض. وتعمل التكنولوجيا المستحدثة ل «روش» على استخدام آليّة طبيعية موجودة في الجسم لنقل البروتينات داخل الدّماغ وإيصالها الى المناطق المطلوبة. وقال لوكا سنتاريلي رئيس قسم علوم الأعصاب وأمراض العيون والأمراض النادرة في «روش»: «صمّمنا في الأساس هذه المركبة، التي أُطلق عليها اسم المكوك، لتلتحم مع آليّة النقل هذه وتنقل شحنة إلى الدّماغ». وخلصت نتائج الدراسة التي نشرت الأربعاء في دورية «نيورون» إلى أن هذه التقنية الجديدة ساعدت على زيادة تركيز الأجسام المضادة في أدمغة فئران التجارب وخفضت على نحو ملحوظ حجم الصفائح النشوية التي تُعد علامة أكيدة على الإصابة بألزهايمر. على صعيد آخر، بيّنت نتائج اختبارات أولية أنه يمكن في المستقبل معالجة المصابين بصور قاتلة من البكتيريا العنيدة المسببة مرض السّل باستخدام خلايا مأخوذة من نخاع عظامهم. وقد يمهّد هذا الاكتشاف الذي حققه علماء بريطانيون وسويديون عملوا معاً الطّريق لتطوير علاج جديد لحوالى 450 ألف شخص في العالم مصابين بأشكال مختلفة من جراثيم السّل المقاومة للأدوية. وفي دراسة وردت في «نشرة لانسيت» الطبية أمس قال باحثون إن أكثر من 15 مريضاً من الذين حُقنوا خلايا جذعية من نخاع عظامهم أبلّوا من المرض بعد ستة أشهر. وصرّح عليم الدين زملا خبير السل في جامعة «لندن» الذي شارك في إدارة هذه الدراسة: «تظهر النتائج أن التغلب على التحديات والصعاب الحالية ليس مستحيلاً وأن ثمة فرصة لمعالجة مئات الألوف من الذين يموتون من دون سبب جوهري».