تلقى رئيس الوزراء العراقي أمس دعماً جديداً من الإدارة الأميركية وآخر من فرنسا، فيما أمر بوقف قصف الفلوجة، طالباً من عشائرها طرد تنظيم «القاعدة» الإرهابي وفروعه وإلا. وجاء في بيان للبيت الأبيض أن نائب مستشار الأمن القومي توني بلينكن اتصل بمستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض، معرباً عن «دعمه العمليات العمليات العسكرية في الأنبار، بالتنسيق مع التجمعات المحلية والعشائرية لمحاربة القاعدة». وأضاف أن فياض «أكد التزام الحكومة العراقية التعاون مع القادة المحليين وكل القيادات الوطنية لعزل داعش وتلبية حاجات الشعب العراقي في المناطق المتأثرة بالإرهاب». وأعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية أمس ان الادارة قررت تسريع تسليم صواريخ وطائرات مراقبة من دون طيار الى العراق لمساعدة السلطات العراقية في مواجهة المقاتلين المرتبطين بتنظيم «القاعدة». وقال الكولونيل ستيفن وارن «سنسرع تسليم مئة صاروخ اضافي من نوع «هلفاير» لكي تكون جاهزة للتسليم الربيع المقبل». وسبق ان تم تسليم 75 صاروخا من نوع هلفاير الى السلطات العراقية في منتصف كانون الاول/ديسمبر، بحسب ما افاد مسؤولون في الادارة الاميركية. وقال المتحدث باسم البنتاغون ايضا ان الولاياتالمتحدة تقدم معلومات الى العراقيين عبر نحو مئة عسكري اميركي لا يزالون في مقر السفارة الاميركية في بغداد، موضحا في الوقت نفسه انه لا يوجد تنسيق على المستوى التكتيكي اي على مستوى المعارك على الارض. وأعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن قلقها من الأحداث، مؤكدة دعمها للحكومة «في مواجهتها الإرهاب». وشددت على أن «وحده الحوار السياسي الذي يشمل كل مكونات المجتمع العراقي سيسمح بالوصول إلى حل طويل الأمد». ودعا المالكي أمس عشائر الفلوجة التي خرجت عن سلطة الحكومة إلى طرد «الإرهابيين» لتجنيبها عملية عسكرية مرتقبة، في وقت يسيطر هدوء حذر على المدينة التي شهد محيطها اشتباكات عنيفة. ووجه في بيان مقتضب نداء إلى «أهالي الفلوجة وعشائرها كي يطردوا الإرهابيين حتى لا تتعرض أحياؤها لأخطار المواجهات المسلحة». وأصدر تعليمات إلى القوات التي تحاصر المدينة «بعدم ضرب الأحياء السكنية» التي شهدت على مدار الأيام الماضية عمليات قصف أجبرت عشرات العائلات على مغادرتها. وخسرت القوات الأمنية العراقية السبت الفلوجة الواقعة على بعد 60 كلم فقط غرب بغداد، بعدما خرجت عن سيطرتها ووقعت في أيدي مقاتلين مرتبطين بتنظيم «القاعدة»، لتتحول من جديد إلى معقل للمتطرفين. وعلى رغم تأكيد مسؤولين عراقيين ومصادر أمنية رفيعة المستوى في الأنبار أن مقاتلي تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) يسيطرون على المدينة، قال الشيخ علي الحماد، وهو أحد وجهاء الفلوجة، إن «داعش ليس في المدينة. كل عناصر التنظيم غادروها». وأضاف أن «المسلحين في الداخل هم من أبناء العشائر، وهم هنا للدفاع عنها ويرفضون أي ظلم وحيف يقع على سكانها، والأسواق اليوم مفتوحة والحياة طبيعية». ويشكل خروج الفلوجة عن سلطة الدولة حدثاً استثنائياً نظراً إلى الرمزية الخاصة لهذه المدينة، التي خاضت معركتين شرستين ضد القوات الأميركية في عام 2004. وتواصلت المعارك شمالها وشرقها أمس، على ما قال مقدم في الشرطة، فيما أكد شهود تعرض قاعدة طارق العسكرية القريبة لقصف المسلحين. وفي الرمادي، دارت صباح أمس مواجهات بين الشرطة ومقاتلين من العشائر من جهة، والمجموعات المسلحة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» الذي ما زال يسيطر على بعض الأحياء من جهة أخرى. وتؤكد تقارير الحكومة ومصادر في وزارة الداخلية قتل أكثر من 200 شخص معظمهم من المسلحين على مدى الأيام الثلاثة الماضية في محافظة الأنبار.