شهدت الانتخابات النيابية في بنغلادش أمس، عنفاً وحرق مراكز اقتراع وإطلاق نار على متظاهرين، ما أسفر عن مقتل 13 شخصاً على الأقل، في تصويت قاطعته المعارضة ويشكك المجتمع الدولي في نزاهته. وأعلنت الشرطة ان اكثر من مئتي مركز اقتراع هوجمت منذ السبت، خصوصاً في الشمال حيث تتمتع المعارضة بوجود مهم. وقال قائد في الشرطة ان «آلافاً من المتظاهرين هاجموا مراكز للتصويت وشرطيين، مستخدمين زجاجات حارقة (مولوتوف) او قنابل حارقة». وأضاف ان المحتجين «احرقوا 15 مركز تصويت وهاجموا مفوضية للشرطة». وأوردت وسائل إعلام محلية أن مهاجمين أحرقوا 137 مدرسة على الأقل، كانت ستُستخدم مراكز اقتراع. وأعلنت هيئة الانتخابات تجميد التصويت في 149 مركز اقتراع على الأقل، بسبب هجمات، علماً أن مقاطعة المعارضة جعلت أعضاء حزب «رابطة عوامي» الذي تتزعمه رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد، يخوضون المعركة بلا منافس في 153 من 300 مقعد. وقد لا تصل المشاركة الى 26 في المئة، النسبة التي سُجلت في انتخابات شبيهة بهذا الاقتراع عام 1996. وقال الناخب نور الإسلام بعدما اقترع قرب دكا: «التصويت حق وأمارسه». لكن نعمة الله لم يتوجه الى مركز اقتراع، متسائلاً: «أي نوع من الانتخابات هذه عندما لا يكون هناك ناخبون في مراكز التصويت ويكون المرشحان المتنافسان من حزب واحد»؟ وقُتل 13 شخصاً على الأقل منذ السبت، في حوادث مرتبطة بالانتحابات، علماً أن العنف في البلاد أوقع 288 قتيلاً على الأقل منذ العام الماضي. واعتبر قمر الإسلام نائب وزير العدل ان «الانتخابات حاسمة لضمان الاستمرارية الدستورية»، فيما اتهم قيادي في حزب «رابطة عوامي» المعارضة بشن حملة ترهيب، لكنه هنأ الشعب الذي «تجاهل التهديدات» وأدلى بصوته. في المقابل، أشاد ناطق باسم المعارضة بمواطني بنغلادش، معتبراً أنهم «رفضوا هذه الانتخابات التي بلا معنى». وأعلنت المعارضة إضراباً عاماً يبدأ اليوم ل 48 ساعة، للمطالبة بإبطال نتائج الانتخابات التي يُرجّح أن تفوز بها الشيخة حسينة. وكانت زعيمة المعارضة ألبيغوم خالدة ضياء التي ترأس «حزب بنغلادش القومي» حضت الناخبين على الامتناع عن التصويت، قائلة: «أدعو مواطني الى مقاطعة هذه المهزلة بالكامل». واتهمت الشيخة حسينة ب «قتل الديموقراطية». وكان «حزب بنغلادش القومي» وحلفاؤه طالبوا بإلغاء الاقتراع وتشكيل حكومة محايدة وموقتة قبل تنظيم الانتخابات، كما كان يحدث سابقاً، لكن الشيخة حسينة رفضت. وفي محاولة لمنع تنظيم الاقتراع، نظمت زعيمة المعارضة إضرابات وتظاهرات تخللتها صدامات اسفرت عن قتلى. وقال عطاء الرحمن، استاذ العلوم السياسية في جامعة دكا: «الانتخابات لن تسوي شيئاً. الأمور ستبقى على حالها لأن الزعيمتين ستواصلان تجنّب الحوار المجدي، وهذا الشيء الوحيد الذي سينهي الأزمة». وشهدت بنغلادش أخيراً عنفاً هو الأكثر دموية منذ استقلالها عن باكستان عام 1971، أسفر عن مئات القتلى. والعنف مرتبط أيضاً بأحكام بإعدام أنصار ل «الجماعة الإسلامية»، وهو حزب اسلامي حليف ل «حزب بنغلادش القومي» منع من المشاركة في الانتخابات. وقادته الحاليون او السابقون متهمون بارتكاب «جرائم حرب» خلال حقبة الاستقلال، وأُعدم بعضهم شنقاً. بنغلادش التي يقطنها 160 مليون شخص، تضرّ الأزمة باقتصادها، مثيرة مخاوف من ركود، علماً أن واحداً من كل ثلاثة من سكانها يعيشون تحت خط الفقر.