«عشان الجدار في نص الدار... لازم نضحك»، «عشان فش عنا تحرش في البلد... لازم نضحك»، «عشان كلنا إخوان وفش عنا انقسام... لازم نضحك»، «عشان الشهيد صار خبر عادي... لازم نضحك»، «عشان فش عنا محسوبية وواسطة... لازم نضحك»، «عشان قرص الفلافل الصغير صار بنص شيكل... لازم نضحك»، «عشان في عنا حكومتين... لازم نضحك»... هذه الشعارات وغيرها رفعها شبان وفتيات «بيت الحياة»، في مشروع «ضحكة فلسطينية» التي خرجت من قلب الوجع الفلسطيني لتجوب شوارع مدينة رام الله. وفي اليوم الثاني من العام الجديد، خرجت من «بيت الحياة»، وهو عنوان مبادرة شبابية تتجسد في منزل قديم يحمل الاسم ذاته، «ضحكة فلسطينية» فرضت نفسها في رام الله، تعبيراً عن «هموم البلد»، فوضع الشبان والفتيات أقنعة تحمل رسم الوجه المبتسم والمنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع الدردشة (Smile Face)، من باب «شر البلية ما يضحك». لوحات تعبر عن نقد لاذع وساخر للغاية حملها شبان وفتيات جابوا شوارع رام الله مشياً على الأقدام، في الحافلة المسماة «شفيق»، وهي أول وكالة تصوير متحركة للمصورة الفلسطينية الشابة عرين ريناوي، الراعي الإعلامي للفعالية. لوحات تعبر ليس فقط عن هموم الشباب بل عن هموم غالبية الفلسطينيين في مجالات أولها الاحتلال، ومن بينها الصحة والتعليم والمواصلات والوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وقال منسق المشروع وحملة «بيت الحياة» محمد مبيض والشهير ب «ازاد شمس»: المبادرة تقوم على فكرة أن يرتدي كل واحد منا وجهاً ضاحكاً، ويحمل لوحة تعبر عن همٍّ ما من هموم الشعب الفلسطيني، ويقف صامتاً لبعض الوقت في حالة تفاعل مع الناس وهمومهم عبر المظهر الخارجي، قبل أن وقفنا جميعنا عند دوار المنارة وسط مدينة رام الله، محدثين حالة في المنطقة لفتت انتباه كثيرين. المبادرة ستنتقل بعد رام الله إلى نابلس، ومنها إلى مختلف محافظات الضفة الغربية طوال كانون الثاني (يناير) 2014، وهناك تنسيق لنقلها إلى غزة والأراضي المحتلة في العام 1948. وتقول الصحافية الشابة راما يوسف، وهي ناشطة في «بيت الحياة»: «نحن كشباب فلسطينيين نعاني مشاكل كثيرة، وبعضنا يعاني الاكتئاب، وليس الحل أن ننكفئ على أنفسنا... أردنا من خلال حملة أو مبادرة «ضحكة فلسطينية» أن نواجه همومنا ومشاكلنا بالضحك، وإن من باب السخرية. أما المصورة الشابة عرين ريناوي، صاحبة وكالة «شفيق» للأنباء في فلسطين، والراعي الإعلامي ل «ضحكة فلسطينية»، فقالت: «ما لفتني أن الفكرة مبتكرة وتبتعد عن التقليدية، وبالتالي تتقاطع مع الطريقة التي أعمل فيها في مجال التصوير. هذه المجموعة الشبابية الخلاقة كانت تبحث عن دعم ورعاية غير مشروطين، وكان لها ذلك. هي فكرة ريادية وأعتقد أنها تستحق الدعم الواسع». وعملاً بالمثل القائل «همٌّ يُضحك وهمٌّ يُبكي»، عبر هؤلاء الشباب عن همومهم المضحكة المبكية بابتسامة «صفراء» جابت شوارع رام الله، وتستعد لتجوب شوارع مدن فلسطينية أخرى.