الكويت - ا ف ب - وضعت وزارة الشباب والرياضة الهندية "فيتو" على مشروع يؤول الى دعم الجهة المروجة لسباق جائزة الهند الكبرى "جاي. بي. اس. كيه" مادّياً, بعد ان اعتبرت (اي الوزارة) ان فورمولا واحد لا تشكل نشاطاً رياضياً. ورفضت الوزارة اقتراح تمديد الفترة المخصصة للاعفاءات الجمركية على الرياضة وكل ما له صلة بها, الامر الذي وضع حدا لاستيراد معدات رخيصة لبناء مضمار خاص لسباقات الفئة الاولى. معلوم ان الهند تسعى في الوقت الراهن الى دخول عالم فورمولا واحد ابتداء من عام 2011 عن طريق بناء حلبة سباقات بالقرب من ضواحي العاصمة الهندية نيودلهي. وذكرت صحيفة "تايمز اوف انديا" المحلية ان وزارة الشباب والرياضة رفضت المصادقة على اعتبار سباقات الفئة الاولى احداثا رياضية معللة ذلك بأن فورمولا واحد لن يكون لها تأثير على الرياضة الهندية. ونقلت الصحيفة عن احد مسؤولي الوزارة قوله: "لن يكون لسباقات فورمولا واحد اي تأثير في تطوير الرياضة الهندية. فالفئة الاولى ليست رياضة بل ترفيه. والمغامرة فيها مجرد مبادرة تجارية". الجدير بالذكر ان رفض الوزارة المصادقة على تمديد فترة الاعفاءات الجمركية على المواد المتعلقة ببناء الحلبة لن يعوق الهند في استضافة السباق بل ستزيده تكلفة. وصرح سمير جوار, مدير "جي. بي. اس. كيه" الرياضية بأن الشركة ستستمر في مشروعها الايل الى بناء حلبة قائلا: "نحن مرتبطون بنسبة 200 في المئة باستضافة سباق فئة اولى في الهند". وكان من المفترض ان تتسلم الجهة المروجة اكثر من 36 مليون دولار اميركي في كانون الثاني/يناير الماضي بعد الحصول على الموافقة من "مصرف الاحتياط" في البلاد والذي يسيطر على عمليات التحويل الدولية وفقا لاحكام ادارة الصرف الاجنبي. "مصرف الاحتياط" احال الطلب الى الحكومة الهندية التي رفضت طلب الجهة المروجة بحجة ان فورمولا واحد ليست رياضة بل "نشاط ترفيهي" يراد منه تحقيق مكاسب تجارية. ورأت الحكومة ان الهند ليست بحاجة الى الفئة الاولى وبأن المال نفسه يمكن ان ينفق على غيرها من الالعاب الرياضية الاكثر اهمية بالنسبة الى السواد الاعظم من السكان. غير ان مبررات الحكومة لا تثمن او تشبع من جوع خصوصا ان الجهة المروجة لا تملك اي نية لاستثمار اموالها في قطاع رياضي اخر غير فورمولا واحد. ويعتبر رفض الحكومة بمثابة احدث ضربة تتلقاها جائزة الهند الكبرى التي انطلقت فكرة تنظيمها منذ حوالى عشر سنوات على يد رجل الاعمال البريطاني مايكل توب, وهي لاقت الدعم في السنوات الاخيرة من قبل المتعهد الهندي سوندر مالتشاندي. وكان الرجلان يمنيان النفس بالحصول على الدعم من قبل الحكومة الهندية, مع العلم انه جرى الاعلان عن اتفاق مبدئي منتصف عام 2007 شمل اطرافا عدة بما فيها اللجنة الاولمبية الهندية التي يترأسها سوريش كالمادي, عضو احد الاحزاب الداعمة لحكومة رئيس الوزارء مانموهان سينغ. الجدير ذكره ان كالمادي شغل منصب وزير دولة في احدى التشكيلات الحكومية خلال حقبة تسعينيات القرن الماضي. ورغم ذلك, فشلت اللجنة الاولمبية الهندية في العثور على التمويل اللازم, واضطرت للانسحاب, لكنه جرى الاعلان عن اتفاق جديد في تشرين الثاني/نوفمبر 2007 يشمل شركة "جاي. بي. اس. كيه" المملوكة من تكتل "جاي. بي" للبناء, وتبين في ما بعد ان ابن كالمادي وابنته ونسيبه مساهمون رئيسيون ومدراء في الجهة المروجة, فضلا عن مالتشاندي. خلال عام 2008, دخلت "جاي. بي. اس. كيه" في مفاوضات مع حزب كوماري ماياتو الذي كان يدير ولاية اوتار براديش سياسيا وذلك بهدف الحصول على قطعة ارض لبناء حلبة خاصة بالفورمولا واحد. الحزب كان داعما للحكومة حتى حزيران/يونيو 2008 قبل ان ينفصل عن تحالف الاحزاب الداعم لها, الامر الذي لم يرق للحكومة بالتأكيد. الاتفاق مع حزب كوماري ماياواتي تم بعد جهود عسيرة في ايلول/سبتمبر 2008 وشمل قطعة ارض كبيرة تضم الحلبة ومرافق اخرى على ان تعتبر "منطقة اقتصادية خاصة" بتكلفة اجمالية تصل الى حوالى 500 مليون دولار. ويبدو انه جرى تجميد الدعم من قبل الحكومة نتيجة مشاركة حزب كوماري ماياواتي. وتؤكد "جاي. بي. اس. كيه" انها لا تزال ملتزمة بالمشروع رغم الخلل الذي شابه في الاونة الاخيرة. ويبدو البريطاني بيرني ايكليستون, مالك الحقوق التجارية للسباقات, على اتم الاستعداد لاعطاء داعمي فكرة اقامة السباق قدرا معينا من حرية التصرف لانه حريص على تواجد الفئة الاولى في السوق الهندية, والحصول بالتالي على مبلغ يقدر ب400 مليون دولار وافقت "جاي. بي. اس. كيه" على سدادها له كرسوم عن استضافة الحدث في السنوات العشر المقبلة. وهذا يعني ان ايكليستون سيحصل على حوالى 25 مليون دولار في العام الواحد, ترتفع بنسبة 10 في المئة سنويا خلال عمر العقد الممتد عشرة اعوام. ومن المقرر ان تستضيف الهند السباق الاول عام 2011 الا انه يتوجب ان تبدأ اعمال بناء الحلبة قريبا جدا في حال اراد القائمون عليها تسليمها في الوقت المحدد. اعمال البناء بحد ذاتها لن تشكل مشكلة لان الاموال ستظل في الهند, ولكن رغم ذلك, تبدو "جاي. بي. اس. كيه" مترددة بعض الشيء حاليا عى مستوى البدء بدفع الاموال للاعمال قبل ان يصبح العقد اكيدا بنسبة مئة في المئة, مع العلم ان ايكليستون لن يكون مستعدا للانتظار طويلا حتى يحل الهنود مشاكلهم. قرار رفض السداد اكده جوار, الذي اضاف: "نحن نبني حلبة سباقات قادرة على استضافة سباق فورمولا واحد. حلبة يمكن استخدامها لاغراض اخرى ايضا, مثل سباقات الدراجات النارية", ويرى ان الحكومة تنظر الى المنافع الاقتصادية التي من شأن استضافة السباق ان تفرزها على الصعيد السياحي والقطاعات الاخرى. وكان ايكليستون اعلن قبل فترة انه يخطط لمنح الهند شرف استضافة احدى المراحل في 2011 مع العلم ان كالمادي, رئيس اللجنة الاولمبية الهندية, اشار في العام الماضي الى انه توصل الى اتفاق مع القيمين على الفئة الاولى يمنح بلاده حق تنطيم احدى مراحل البطولة في نيودلهي ابتداء من 2010. الا ان ايكليستون كشف ان الهند قد تحتضن الحدث في 2011 من دون ان يذكر السبب وراء تبديل الموعد المقرر سابقا: "امور مثل هذه تأخذ بعض الوقت. ربما عام 2011 سيكون الموعد الذي اريده". وكشفت اللجنة الاولمبية في حزيران/يونيو الماضي انها تلقت رسالة من ايكليستون تسمح للهند بتنظيم احدى مراحل البطولة في حال وافقت المعايير المطلوبة, اهمها بناء حلبة. يذكر ان الملايين من الهنود يتابعون سباقات فورمولا واحد عبر شاشات التلفزة بحماسة تضاهي تلك التي تحيط بالكريكيت الرياضة الشعبية الاولى في البلاد.