تصاعدت أمس حدة العنف في الشارع قبل أقل من أسبوع من اقتراع المصريين المغتربين على مشروع الدستور، وسقط 6 قتلى وعدد من الجرحى في مواجهات بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي والشرطة في مناطق متفرقة كان أعنفها في محافظتي الفيوم والإسماعيلية، فيما جرح 4 جنود في تفجير استهدف مدرعة كانوا يستقلونها في شمال سيناء، واندلع حريق هائل في ساحة انتظار سيارات قريبة من مقر الاستخبارات المصرية في حي القبة (شرق القاهرة)، قبل أن تتمكن قوات الإطفاء من إخماده، ونفت مصادر أمنية أن يكون وراء الحريق اعتداء إرهابي، ورجحت فرضية الماس الكهربائي. وكان أنصار جماعة «الإخوان» نظموا مسيرات في مناطق متفرقة من البلاد تلبية لدعوة «التحالف الوطني لدعم الشرعية» إلى تظاهرات جديدة ضمن فعاليات ما سمّاه أسبوع «الشعب يشعل ثورته»، وذلك بعد أكثر من أسبوع من إعلان الحكومة المصرية «الإخوان المسلمين» تنظيماً إرهابياً. واستنفرت أجهزة الأمن منذ الساعات الأولى للصباح لمواجهة تلك التظاهرات فأغلقت الميادين الرئيسية في القاهرةوالجيزة، ووسعت من انتشار المكامن وقوات مكافحة الشغب، وبالفعل وقعت مواجهات في مناطق متفرقة من البلاد ما أدى إلى سقوط نحو ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى بحسب مصادر غير رسمية. وكانت أعنف المواجهات في محافظة الإسماعيلية عندما تدخلت قوات الشرطة بالغاز المسيل للدموع لتفريق مسيرة ضمت المئات من مناصري «الإخوان»، ووقعت مواجهات عنيفة بين الجانبين اللذين تبادلا الرشق بالحجارة، واستخدم المتظاهرون الزجاجات الحارقة للرد على غاز الشرطة ما أدى إلى سقوط قتيل، وتكرر الأمر في محافظة الفيوم التي سقط فيها قتيل أيضاً. ويأتي التصعيد الإخواني قبل أيام من انطلاق ثاني جلسات محاكمة الرئيس المعزول وعدد من رموز «الإخوان» والمقرر لها الأربعاء المقبل بتهمة الاشتراك في قتل متظاهرين أمام قصر الاتحادية في كانون الأول (ديسمبر) 2012، الأمر الذي أثار مواجهات عارمة في ذلك اليوم. وشهدت منطقة الهرم في محافظة الجيزة (جنوب العاصمة) مواجهات متجددة أيضاً بين مؤيدي مرسي ومعارضيه من جهة وبينهم وبين الشرطة من جهة أخرى، بعدما نظم العشرات من «الإخوان» تظاهرة في شارع فيصل الرئيسي في الجيزة، والمكتظ بالسكان، وأخذوا يرددون هتافات معادية للجيش والشرطة ومشروع الدستور الذي سيتم الاستفتاء عليه، قبل أن تقع اشتباكات بينهم وبين أهالي المنطقة تبادل فيها الطرفان الرشق بالحجارة. وتدخلت قوات الشرطة لتفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع، غير أن مؤيدي مرسي تمكنوا من إشعال النار في إحدى سيارات الشرطة. كما قطع عناصر من الجماعة شارع مصطفى النحاس في حي مدينة نصر (شرق القاهرة)، ومنعوا مرور السيارات، قبل أن تتدخل قوات الشرطة بقنابل الغاز لتفريقهم، ما رد عليه مؤيدو مرسي بإشعال النيران في الإطارات المطاطية، ورشقوا قوات الأمن بالطوب والحجارة والألعاب النارية والشماريخ، كما قاموا بتحطيم أوتوبيس تابع لهيئة النقل العام في مدينة نصر، واعتدوا على الركاب في داخله، ورشقوا السيارات المتوقفة على جانبي الطريق بالحجارة ما أدى إلى تحطم عشرات السيارات. وأدت الاشتباكات إلى توقف حركة المرور في المنطقة، وسط حالة من الكر والفر بين الطرفين. وكانت قوات الشرطة منعت مسيرة لطلاب «الإخوان» من الخروج من ساحة جامعة الازهر، وأطلقت قنابل الغاز لتفريقهم. وبالمثل فرّقت الشرطة مسيرة لأنصار مرسي بعدما قطعت طريق الكورنيش في حي المعادي (جنوبالقاهرة) بالقرب من المحكمة الدستورية العليا. وتكرر الأمر في محافظة السويس حيث قامت قوات الأمن بتفريق تظاهرة خرجت من مسجد حمزة بن عبدالمطلب في مدينة الصباح بالسويس، وردّد المشاركون فيها هتافات تدعو المواطنين الناخبين إلى مقاطعة الاستفتاء على الدستور. وردت قوات الشرطة على إلقاء مناصري «الإخوان» الحجارة والألعاب النارية بالغاز المسيل للدموع. كما أنهت قوات الأمن بشمال سيناء مسيرة لجماعة «الإخوان» في مدينة العريش لعدم حصولها على تصريح وفق ما ينص علية قانون التظاهر. وطاردت قوات الأمن المشاركين فيها بعدما انطلقوا من أمام المسجد الرفاعي في العريش متجهين إلى شارع السوق، وأطلقت عليهم قنابل الغاز المسيلة للدموع، إلى جانب تحذيرهم وإطلاق الطلقات التحذيرية في الهواء. وكانت أجهزة الأمن استبقت تظاهرات «الإخوان» بحملة دهم واسعة اعتقلت على إثرها نحو 50 من قيادات الجماعة في عدد من المحافظات ووجهت إليهم اتهامات تتعلق ب «التحريض على العنف واقتحام أقسام الشرطة وتخريب ممتلكات»، كما أعلنت أجهزة الأمن ضبط 4 قنابل يدوية وبندقية آلية وطبنجة خاصة بمطلوب على ذمة قضايا «إرهاب» يدعى شوقي لطفي عطا، وأشارت إلى أنه تم ضبط شقيقه المدعو إبراهيم (28 عاماً) وبحوزته أسلحة وقنابل. في المقابل تظاهر المئات من مؤيدي الجيش وخارطة الطريق في محافظتي الاسكندرية الساحلية (شمال القاهرة) والدقهلية (دلتا النيل). في غضون ذلك قالت مصادر أمنية وطبية وشهود إن طريق العريش - الشيخ زويد شهد حادثتي استهداف جنود شرطة، الأولى بمنطقه الخروبة الواقعة على مسافة 20 كلم شرق العريش استهدف خلالها مجهولون مسلحون آلية شرطه كانت في طريقها للشيخ زويد بقذيفة يرجح أنها «ار بي جي» ما أسفر عن إصابة ثلاثة جنود أحدهم بكسر في القدم والآخر بكسر في الكتف والثالث بجرح قطعي في الكتف. ونقل المصابون إلى مستشفى في العريش لإسعافهم فيما فر المهاجمون عبر طرق زراعية. وتقوم دوريات أمنية بإجراء تفتيش في المنطقة التي شهدت الحادث بحثاً عن الجناة. وشهدت منطقة السكاسكة الواقعة على مسافة 8 كلم شرق العريش الحادث الثاني عندما قام مجهولون بزرع عبوة ناسفة في طريق حافلة الراحات لجنود الأمن المركزي كانت في طريقها إلى مدينة العريش. وانفجرت العبوة بعد مرور الحافلة ولم تخلف إصابات مادية أو بشرية. على صعيد آخر (أ ف ب) عثر الأمن المصري على زوجين سويسريين فقدا منذ اسبوع، مدفونين في حديقة منزلهما في مدينة الغردقة السياحية على البحر الأحمر، بحسب ما أفاد مصدر أمني وكالة «فرانس برس» الجمعة، موضحاً أن السائحين قتلا بدافع السرقة. وأوضح المصدر الأمني ان قوات الأمن استخرجت جثة السائح السويسري وزوجته من حديقة الفيلا الخاصة بهما في حي مبارك في مدينة الغردقة. وأضاف ان التحقيقات كشفت ان حارس الفيلا وهو شاب في الخامسة والعشرين من العمر قام بقتل الزوجين السويسريين بمساعدة اثنين من اصدقائه ودفنهما في حديثة الفيلا. وأشار المصدر الأمني الى ان دوافع القاتل كانت سرقة السائحين. ولم تعط السلطات المصرية اي تفاصيل عن هوية السائحين لكنها قالت انهما يقيمان في مدينة الغردقة في مصر منذ فترة. ونقلت الجثتان إلى مستشفى الغردقة العام التي قال مسؤول اداري فيها ل «فرانس برس» إن «الجثتين وصلتا مشرحة المستشفى في حالة عفونة تامة»، ذلك من دون ان يعطي أي تفاصيل عن هوية السائحين. وفي جنيف، أكدت وزارة الخارجية السويسرية مقتل السائحين، مطالبة مواطنيها بتوخي الحذر من الجرائم التي تولدها الازمات الاقتصادية والاجتماعية بخاصة في المدن الكبرى في مصر، موضحة ان الجرائم بحق الأجانب في مصر لا تزال قليلة.