باريس - رويترز - شن رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان هجوما شديدا على الرئيس نيكولا ساركوزي لدى بدء محاكمة دو فيلبان بتهمة التآمر لتشويه خصمه السياسي قبل الانتخابات التي جرت في 2007. ويواجه دو فيلبان عقوبة السجن خمس سنوات إذا أدين في القضية التي تضم كل مكونات قصة مغامرات شيقة من الوثائق المزورة الى الأكاذيب والتجسس والعداوة المريرة. وينفي دو فيلبان ارتكاب أي مخالفات وحاول قلب الطاولة على ساركوزي الذي كان وزيرا منافسا له في حكومة يمين الوسط التي كان يتزعمها الرئيس السابق جاك شيراك. وقال لدى وصوله إلى قاعة المحكمة برفقة زوجته وأطفاله الثلاثة "إنني هنا بقرار من رجل واحد وبسبب هيمنة رجل واحد... نيكولا ساركوزي." وأضاف "سأخرج حرا وباسم لا تشوبه شائبة." ولم يخف دو فيلبان - الذي ذاع صيته عالميا في 2003 بعدما ألقى كلمة مفعمة بالعواطف في الأممالمتحدة ضد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق - وساركوزي العداوة بينهما عندما كانا يعملان معا بالحكومة. ودو فيلبان متهم "بالتواطؤ في تشويه سمعة واستخدام وثائق مزورة" يعتقد مدعون أنه زرعها في تحقيق بشأن فساد لتشويه سمعة ساركوزي بينما كان الرجلان يسعيان لخلافة شيراك. ويقول دو فيلبان إنه ضحية ظلم تفاقم بمشاركة الرئيس في القضية كمدع مدني. وطلب محاموه اليوم من القضاة منع مشاركة ساركوزي في القضية كمدع قائلين إن مشاركته المباشرة في محاكمة تتعارض مع كونه رئيسا للدولة. وظهرت فضيحة "كليرستريم" في 2004 عندما أرسل مجهول إلى قاض يحقق في قضية فساد مرتبطة بصفقة أسلحة مع تايوان وثائق تورط عددا من الشخصيات البارزة من بينها ساركوزي في القضية. وتضمنت الوثائق قائمة طويلة بحسابات مصرفية تزعم أنها مفتوحة لدى مؤسسة كليرستريم المالية ومقرها لوكسمبورج مع تلميح إلى أنها مرتبطة بتايوان وعصابات إجرامية من بينها المافيا الروسية. غير أنه اتضح سريعا زيف الوثائق وتحول التحقيق إلى معرفة من يقف وراء تلك المناورة. وجرى تعريف هوية المبلغ المجهول الذي أرسل القائمة على أنه جان لوي جيرجوران وهو مسؤول تنفيذي سابق بمجموعة (إي إيه دي إس) الأوروبية تربطه علاقة وثيقة بالمخابرات الفرنسية. ويواجه موظف آخر في المجموعة وهو متعامل سابق ومتخصص في الكمبيوتر يدعى عماد لحود تهمة تزوير قائمة الحسابات المصرفية. ويخضع الاثنان للمحاكمة أيضا. ويعتقد مدعون أن دو فيلبان - الذي كان وزيرا للخارجية ثم للداخلية في ذلك الحين - دفع جيرجوران لارسال الوثائق للقاضي دون الكشف عن هويته رغم أنه كان يعلم أنها مزورة وذلك بهدف الإضرار بمنافسه ساركوزي. غير أن الفضيحة لم تمس ساركوزي الذي فاز في الانتخابات الرئاسية في 2007. وانسحب دو فيلبان من الحياة السياسية وتأهل بعد ذلك للعمل كمحام.