في الوقت الذي أفاد مسؤول غربي في باريس أن واشنطن وموسكو متمسكتان بموعد مؤتمر «جنيف 2» في 22 الشهر الجاري، دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني تمادي النظام السوري في «ابتداع الأساليب الوحشية لمواصلة قتل الشعب السوري وتدمير المدن السورية، من دون أدنى اكتراث بالمبادئ الإنسانية والأخلاقية وأحكام القانون الدولي الإنساني». ونقلت وكالة «الأنباء السعودية» عن الزياني قوله، إن «استمرار قوات النظام السوري في استخدام الطائرات والمروحيات لإلقاء البراميل المتفجرة وغيرها من وسائل القتل والتدمير على السكان المدنيين العزل في المدن السورية يظهر مدى الوحشية التي يمارسها هذا النظام ضد الشعب السوري»، مستنكراً في بيان صحافي أمس «صمت المجتمع الدولي على استمرار هذه الجرائم الوحشية المرتكبة في حق الشعب السوري، مجدداً مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بوضع حدّ لنزف الدم المتواصل، وحماية المدنيين السوريين، وإيصال المساعدات الإنسانية لهم في شكل عاجل». وكان طيران النظام السوري واصل أمس لليوم ال 19 قصف مدينة حلب في شمال البلاد، في وقت ضربت «البراميل المتفجرة» مخيم خان الشيخ بين دمشق وهضبة الجولان ومدينة داريا جنوب العاصمة. كما صعد النظام قصفه مدينة حمص مستهدفا 15 نقطة بالتزامن مع تجدد المواجهات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة قرب مدينة القصير التي كان الجيش النظامي وعناصر «حزب الله» سيطروا عليها في حزيران (يونيو) الماضي. في غضون ذلك، تبدأ اجتماعات المعارضة في إسطنبول، بانعقاد اجتماع «المجلس الوطني السوري» اليوم وغداً قبل اجتماع الهيئة العامة ل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض. وقال مسؤول معارض إن الاجتماعات ستتناول ثلاثة أمور: «الأول، انتخاب الهيئة الرئاسية التي تضم رئيس «الائتلاف» ونوابه والأمين العام مع توقع بإعادة انتخاب الرئيس أحمد الجربا مع ضم عبدالحكيم بشار نائباً ممثلاً للأكراد بموجب الاتفاق مع «المجلس الوطني الكردي». الثاني، تعديل النظام الداخلي بما يسمح برفع عدد أعضاء الهيئة السياسية التي تضم حالياً 19 عضواً، باعتبار أنها ستضم ممثلين عن «المجلس الوطني الكردي». ثالثاً، اتخاذ موقف من مؤتمر «جنيف 2». وعقد الجربا في إسطنبول أمس لقاء مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قبل اجتماع الهيئة العامة ل «الائتلاف». وقال مصدر غربي ل «الحياة» في باريس، إن «جنيف 2» سيعقد في موعده ولن يجري أي تغيير على ذلك بموجب قرار أميركي - روسي يرفض اي تأجيل، لافتاً إلى أن اجتماع «مجموعة لندن» التي تضم 11 دولة من «أصدقاء سورية» ستعقد مؤتمراً على المستوى الوزاري في باريس بدلاً من لندن. وقال المصدر إن اجتماعاً بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف والمبعوث الدولي - العربي سيعقد في جنيف بعد اجتماع «أصدقاء سورية» وقبل موعد «جنيف 2». إلى ذلك، دعت «الجبهة الإسلامية» أمس تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) إلى تسليم كل «الأيادي الآثمة» المتورطة في قتل الطبيب حسين سليمان أحد قادة «أحرار الشام» المنضوية في «الجبهة»، ذلك لتجنب «مستنقع الاحتراب الداخلي». ودعت في بيان إلى «تسليم كل الأيادي الآثمة التي تلطخت بهذه الجريمة النكراء من آمرين وخاطفين وقتلة إلى الهيئة الشرعية في حلب»، محذرة من أن «استمرار جماعة الدولة في أسلوبها الممنهج بالامتناع عن تحكيم الشرع عبر قضاء مستقل واتخاذ المماطلة والتجاهل طريقة لحل مظالمهم على الآخرين سيقود الثورة والجهاد إلى مستنقع الاحتراب الداخلي الذي ستكون الثورة السورية الخاسر الأول فيه». وقال رئيس اللجنة القانونية في «الائتلاف» هيثم المالح أمس أن تنظيم «داعش» عبارة عن «لغم زرعه نظام الأسد في جسد الثورة يحذر المجتمع الدولي من خلاله من الاقتراب أو التدخل في الثورة السورية. وهو بالون حراري يسعى نظام الأسد بواسطته إلى حرف الثورة السورية عن مبادئها التي خرجت من أجلها، والتي تعتبر إسقاط النظام ومحاسبته أحد أهم أهدافها. وبما أن داعش لغم زرعه الأسد فإن إسقاط الأسد يعني إسقاط داعش، لكن إسقاط داعش لا يعني إسقاط الأسد، لذا يجب على الثورة أن لا تنحرف عن هدفها الأساسي المتمثل بإسقاط النظام».