بات في وسع مستهلكي القنب الهندي في الولاياتالمتحدة استهلاك الماريجوانا لغايات ترفيهية تحت حماية القانون في ولاية كولورادو في غرب البلاد، اعتباراً من أول من أمس، بانتظار تنفيذ هذه المبادرة في ولاية واشنطن بعد بضعة أشهر. وبموجب قانون اقر في تشرين الثاني (نوفمبر)، فتحت المقاهي التي يباع فيها القنب الهندي أبوابها الأربعاء في ولاية كولورادو، حيث بات يسمح لمن تخطوا الحادية والعشرين من العمر بأن يشتروا كمية أقصاها 28 غراماً من القنب الهندي خلال كل زيارة للمقهى. ومن المفترض أن تفتح هذه المقاهي أبوابها في ولاية واشنطن في شمال غربيّ البلاد بحلول الربيع. وقال سكوت فان بلت (43 عاماً) وهو ينتظر دوره في البرد القارس أمام نادي «كاش كلوب» في دنفر: «انتظرت هذه اللحظة طيلة حياتي». وهو أتى من ولاية تكساس المحافظة جداً ليكون من أول زبائن هذا المتجر الذي يبيع القنب الهندي بأشكال مختلفة. واستغرقت رحلته سبع ساعات. ويقدم هذا المتجر القنب الهندي بأشكال متعددة تحمل أسماء غنية بالمدلولات، مثل «أمنيزيا» و «ديزل أسيد» و «غرين كراك»، بالإضافة إلى سكاكر مغطاة بمادة «تي أتش سي»، وهي العنصر الكيميائي الفعال في القنب الهندي. ويأمل صاحب المقهى دارين سميث أن يستقبل في متجره نحو 400 زبون في اليوم، في مقابل نحو 100 زبون كانوا يزورونه عندما كان يبيع المخدرات لأغراض طبية. وقد أشادت أكبر مجموعة ضغط لتشريع القنب الهندي «ماريوانا بروجيكت بوليسي» في بيان «برفع الحظر المفروض على القنب الهندي». ويعد هذا القانون الأول من نوعه في القارة الأميركية حيث تنص القوانين بصورة عامة على حظر استهلاك المخدرات ومكافحة المنتجين والتجار. لكن منظمة الدول الأميركية (التي تضم كل بلدان القارة ما عدا كوبا)، نشرت في أيار (مايو) الماضي تقريراً دعت فيه إلى النظر في مسألة تشريع القنب الهندي. وفي العاشر من الشهر الماضي، وافق مجلس الشيوخ في أوروغواي على قانون يشرع إنتاج القنب الهندي وبيعه بدءاً من الربع الأول من العام الجديد. وبيّن استطلاع للآراء أجري حديثاً في الولاياتالمتحدة تساهلاً متزايداً في أوساط الشباب إزاء هذا النوع من المخدرات الذي لا يزال يعتبر غير شرعي ويؤدي إلى الإدمان، فأقل من 40 في المئة من تلاميذ السنة الأخيرة في المدرسة الثانوية يعتبرون القنب الهندي خطيراً، في مقابل 44 في المئة العام الماضي. وأكد 23 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع أنهم دخنوا حشيشة كيف في الشهر الذي سبق إجراءه. يذكر أن استهلاك القنب الهندي لأغراض طبية مسموح به في 19 ولاية أميركية، ولا يعد استهلاكه في غالبيتها لأغراض ترفيهية جنحة. لكن ولايتي كولورادو وواشنطن اتخذتا خطوة إضافية مع اعتماد نظام تشرف فيه السلطات المحلية على زراعة القنب الهندي وتوزيعه وتسويقه على الطريقة الهولندية. وهذه السوق كبيرة جداً، بحسب مجموعة الأبحاث «آركفيو ماركت ريسيرتش» التي توقعت أن تزداد المبيعات الشرعية للقنب الهندي بنسبة 64 في المئة بين العامين 2013 و 2014، مرتفعة من 1.4 بليون دولار إلى 2.34 بليون.