لم تتوقف مظاهر التغيير والتجديد عند السعوديين خلال العيد على الملابس والكماليات الصغيرة، بل امتدت إلى استئجار سيارات فارهة لتكمل «الكشخة». وسجلت محال تأجير السيارات انتعاشاً ملحوظاً خلال اليومين الماضيين خصوصاً على السيارات من فئة «الخمسة نجوم». أحمد الحارثي شاب في ال25 من عمره يحرص على استئجار سيارة غالية كل عيد، لأنه الوقت المناسب للفرح وتغيير روتين الحياة اليومية على حد قوله. يدفع أحمد خلال أيام العيد الثلاثة مبلغاً لا يقل عن 3 آلاف ريال من أجل إرضاء رغبته هذه على رغم أن راتبه من الشركة الخاصة التي يعمل فيها لا يتجاوز 6 آلاف ريال. ويشير عبدالله الركف، وهو صاحب محل لتأجير سيارات إلى أن هذه الطريقة في عملية استئجار السيارات تكثر في مناسبات الأعياد وحفلات الزواج، مؤكداً أنها تزداد كل عام خصوصاً عند من تكون سياراتهم اقل من مستوى سيارات أقرانهم. يذكر أن قيمة إيجار السيارة الفارهة تزيد غالباً على 1000 ريال يومياً، وعادة ما يستأجرها الشباب من يوم الوقفة إلى نهاية العيد. من جهته، اعتبر الاختصاصي النفسي وليد الزهراني هذا الأمر نوعاً من أنواع «التنفيس» الخاطئ، مشيراً إلى أن بعض الشبان يعيشون في مجتمع تطغى عليه الماديات كثيراً، ولا يعيرون اهتماماً كبيراً للجوانب الأخرى التي تعنى بتطوير الذات ما ينعكس على سلوكياتهم. وقال ل «الحياة»: «تصرف الشاب على هذا النحو يعني أنه يريد ابراز نفسه على أنه ذو وجاهة ومقتدر على ركوب هذه السيارة، وانها ليست حكراً على التجار والأغنياء وان محدودي الدخل يستطيعون اقتناءها، وهذا يعكس عدم الثقة بالنفس». وذكر أن الاختصاصيين النفسيين ينظرون إلى هؤلاء الشباب على أن شخصياتهم تعاني مما يسمى نقص أو فقر الاهتمام وهو عدم قدرة الشخص على كسب انتباه الناس نتيجة لعوامل تحيط به، وعندما لا يستطيع تحقيق أهدافه يبحث عن بدائل غير سوية يحاول من خلالها تحقيق الوهم وإكمال النقص الذي يعانيه.