أحرز صبي سعودي المركز الثالث في مسابقة عالمية أقيمت أخيراً، في هونج كونج، وشارك فيها أكثر من ألفي طالب من معظم دول العالم. وخاض جمعان حمود المريخي (10 سنوات)، سباقاً محموماً مع الزمن ليجيب على 40 سؤالاً رياضياً «مُعقداً»، مُدونة على 7 صفحات، في أقل من 3 دقائق. ما دفع أسرته إلى تسميته «الخوارزمي»، نسبة إلى عالم الرياضيات المسلم أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي، الذي عاش في القرن الثاني، وتنسب إليه «الخوارزميات». وعاد المريخي، مساء أول من أمس إلى المملكة، وأقام له ذووه استقبالاً حاشداً في مطار الملك فهد الدولي في الدمام. ووصف مشاركته في مسابقة «الرياضيات الذهنيّة»، ب «المنافسة القويّة». وقال إلى «الحياة»:» هذا أول إنجاز سعودي». و حصد جمعان، المركز الأول على مستوى المملكة في التصفيات الأوليّة، التي نال عليها تكريماً من التربية والتعليم في محافظة حفر الباطن، تمثل في «موبايل»، ومكافأة مالية قدرها ألفا ريال. ما دفعه إلى «التدرّب كثيراً، وفي شكل يومي»، حتى تمكّن من حلّ نموذج عبارة عن 8 صفحات، يحوي مسائل حسابيّة في أقل من 3 دقائق. وبدا المريخي، واثقاً من نفسه، هادئاً في ردوده، حين قال: «فزت بالمركز الثالث على ألفي مشارك، من دول كثيرة حول العالم»، معتبراً ما حققه «أول إنجاز سعودي» تحت إشراف جهات معتمدة. ويقام بالتنافس بين دول رائدة. وكان ابن الصفّ الرابع الابتدائي، غادر مسقط رأسه (محافظة حفر الباطن) لستة أيام، قضاها في ولاية هونج كونج، بعيداً عن أهله وذويه، والمعلمين الذين يشرفون على تدريسه، واصفاً اللحظات التي عاشها هناك ب «المليئة بالقلق»، غير أنه أنهاها بالحصول على المركز الثالث بعد منافسيْنِ من أفريقيا وكوريا الجنوبية. فيما تم تكريمه ب «كأس من الكريستال الأصلي». وتضمّن اختبار تقويم المستوى، واجتياز المسابقة للمشاركين 7 ورقات، عبارة عن مسائل حسابية يحتاج فيها إلى إجراء عملية ضرب ثلاثة أرقام في رقمين، ولا يتجاوز حلّها جميعاً الدقيقة الواحدة، ودفعه ذلك إلى أن يكمل طموحه للمشاركة في العام المقبل «على أمل الحصول على المركز الأول وليس الثالث» كما قال. بدوره، توقّع حمود المريخي (والد الطالب) فوز ابنه، بمراتب عليا، إلا أنه كان على أعصابه طيلة الفترة التي قضاها ابنه خارج المنزل. وقال المريخي، الذي يعمل مهندساً في الشركة السعودية للكهرباء: «لم أُلزم ابني بالفوز»، معتبراً ذلك من العوامل التي هيأته بها «نفسياً»، إذ كان ذلك طموح ابنه، وقام بالوصول إليه بجهوده. وأضاف «حينما سافر جمعان، كان ضمن آلاف المتنافسين من مختلف العالم، ولكنه مثل الوطن ولم يمثل نفسه، وأهدى هذا الإنجاز إلى وطنه أولاً وأخيراً». وأشار المريخي، إلى أن المنافسة مع «دول رائدة في هذا التخصص، سبقت المملكة في مجال التعليم، مثل أميركا وجنوب أفريقيا والصين واليابان، يمثل جنياً لثمرة جهود معلميه، واهتمام ذويه به في المنزل». وأضاف أن برنامج «الرياضيات الذهنيّة» جديد على دول الخليج، وبالأخصّ السعودية، إذ يتم إعطاء ابنه في مدرسته «دروساً خاصة» ما أوصله إلى المشاركة العالمية وحقق مبتغاه.