يبدأ وزير الخارجية الأميركية جون كيري العام الجديد بزيارة إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل هي الحادية عشرة منذ توليه المنصب. وتهدف الزيارة بحسب مصادر موثوقة، الى احراز تقدم بشأن «اتفاق مبادئ» محوره الشق الأمني. ورغم أن الأجواء الأميركية لا تعكس تفاؤلاً حول مصير هذا الاتفاق، تأتي جهود كيري وإشرافه شخصياً على الملف إلى جانب استحضار أوراق الجاسوس الأميركي جوناثان بولارد، المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة في الولاياتالمتحدة بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، وخطوات تحفيزية لتحيي فرصاً ولو ضئيلة في الوصول لهذا الهدف. وفي زيارة تحمل رمزية خاصة كونها الأولى لكيري في العام الجديد، ينطلق الوفد الأميركي في جولة إلى رام الله وتل أبيب للقيام بوساطة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وإذ نقلت مصادر موثوقة ل «الحياة» أجواء «سلبية» في مسار المفاوضات وعدم إحراز حتى الآن أي شيء ملموس باتجاه الاتفاق بحلول نيسان (أبريل) المقبل، أكدت أن كيري يسعى الى «احراز تقدم في الوصول إلى اتفاق مبادئ أولي يؤسس لحل القضايا النهائية». وأشارت المصادر إلى أن الشق الأمني يتصدر هذه الجهود وبتنسيق مشترك مع الجانب الأردني يسمح بوجود إسرائيلي بموازاة نهر الأردن، ويرسم الخطوط الأمنية لأي دولة فلسطينية وعلى أساس مشاركة أميركية بدعم الجانب الفلسطيني. وسبق زيارة كيري تقارير إعلامية عن إمكان إفراج الجانب الأميركي عن العميل السابق لدى الاستخبارات الأميركية والمسجون مؤبداً بتهمة التجسس، جوناثان بولارد مقابل تقديم إسرائيل تنازلات توصل لاتفاق المبادئ بين الجانبين. غير أن الخارجية الأميركية لم تنف أو تؤكد صحة التقارير، وسيعود أي قرار حول بولارد المحتجز منذ 1987 بعد تسريبه معلومات سرية لإسرائيل في 1986، للبيت الأبيض وبقرار رئاسي من الرئيس باراك أوباما. وكان الرئيس السابق بيل كلينتون فتح إمكان الإفراج عن بولارد خلال مفاوضات عملية السلام، قبل أن يتراجع عنها أمام ضغوط وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. إي). ويتولى المبعوث الأميركي مارتن أنديك إدارة المفاوضات، وهو أمضى منذ تعيينه في تموز (يوليو) الفائت أكثر من خمسة أشهر بين الأراضي الفلسطينية وإسرائيل وفي مفاوضات شبه يومية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين. كما انضم إلى الفريق الباحث السابق في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ديفيد ماكوفسكي والمعروف بعلاقته الجيدة مع مسؤولين إسرائيليين وإتقانه للتفاصيل الدقيقة في قضايا الحل النهائي، فيما يستفيد أنديك من علاقته الاستثنائية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.