عندما نبحث في موقع إحصاءات «تويتر» في العالم العربي (تويبار) عن الحسابات غير الشخصية الأكثر تأثيراً وتفاعلاً في السعودية، نجد قائمة طويلة. وإذا بحثنا بينها عن الحسابات الإخبارية، نجد أن المراكز ال18 الأولى تخلو من حسابات الصحف التقليدية (الورقية)، فيما باقي وسائل الإعلام، على غرار مواقع القنوات التلفزيونية والصحف الإلكترونية الإخبارية، تأتي في مراكز متقدمة من حيث التأثير والتفاعل. ويقول مدير إدارة الإعلام الإلكتروني في صحيفة الرياض هاني الغفيلي إن «الصحف الإلكترونية غير التابعة لمؤسسات إعلامية تتميز بمرونة أكبر في النشر وحدود أكبر لمساحات الرأي»، إضافة إلى «استخدامها أساليب الإثارة الصحافية والتي لا تنتهجها نظيراتها في المواقع التابعة لمؤسسات وصحف رسمية والتي تسير على خط إعلامي أكثر ثباتاً»، معتبراً أن «هذا السبب هو ما جعل حسابات الصحف الإلكترونية في «تويتر» مصادر مفضلة لدى كثيرين من المتابعين». ويتابع: «كما أن الصحف الإلكترونية أكثر التصاقاً بهموم المواطن من خلال تركيزها على القضايا المحلية والاجتماعية، بينما المواقع التابعة للمؤسسات والصحف الرسمية تكون متابعتها شاملة للقضايا الدولية والاقتصادية والمحلية على حد سواء». ويضيف: «قد يكون من العوامل أيضاً التي تساعد في فعالية حسابات الصحف الإلكترونية على «تويتر» عامل الرقابة من الجهات المختصة التي يطاولها في شكل أقل من نظيراتها الأخرى». من جانبه، يذكر رئيس تحرير عكاظ اليوم فالح الذبياني أن «الصحف الإلكترونية التي تعمل على النشر الفوري للمواضيع من دون الانتظار لليوم التالي، هي الأكثر جذباً، ولذلك نجد التأثير والتفاعل»، مرجعاً ذلك إلى أن تلك الصحف «تقدم معلومة سريعة في لحظتها وفق إيقاع سريع وبشمولية وبمتابعة لمستجدات الحدث الذي ينشر في لحظته، لذلك تجد الإقبال الكبير على الصحف الإلكترونية وعلى حساباتها الخادمة لها في تويتر». ويرجع نائب مدير الإعلام الجديد في مؤسسة الجزيرة إبراهيم الناشري سبب التفاعل مع الصحف الإلكترونية التي ليس لديها امتداد ورقي إلى «طبيعة ما ينشر فيها، والعامل الزمني والسقف العالي وعدم وجود رقابة على ما يكتب من خلالها». ويلفت إلى أن «كثيراً من المواقع الالكترونية تعتمد في شكل كبير على الصحف الورقية، وغالب المواضيع التي تحظى بتفاعل القراء عادة ما تكون مأخوذة من صحف ورقية». ويقول: «أكثر المواضيع التي تنتشر عبر الصحف الإلكترونية وتحظى بتفاعل تتجاهلها الصحف الورقية لاعتبارات تتعلق بهيكلتها ورصانتها، إضافة إلى أن الصحف الورقية لا تنشر الخبر إلا بعد التأكد من صحته، فيما تُنشر كثير من المواضيع في صحف إلكترونية، ويتضح بعد ذلك أنها مجرد إشاعات»، مضيفاً: «طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي والتفاعل اللحظوي قبل التثبت من المعلومة الواردة سبب رئيس في رواج تلك المواقع وانتشارها». ويرى الناشري أنه «لو وجدت جهات رقابية تقوّم الصدقية وتحاسب الصحف الإلكترونية التي تدار بواسطة أشخاص، لخرج كثير منها من المنافسة»، ملقياً باللائمة على «بعض المسؤولين الذين يتجاهلون الرد على الصحف الإلكترونية عندما تورد معلومات خاطئة، بينما تجدهم يردون وينفون في حال ورود ذلك في صحف ورقية، وهذا الأمر عزز من انتشار الشائعات في تلك المواقع ورواجها». «نتيجة طبيعية»... في المقابل، يقول نائب رئيس تحرير صحيفة سبق الإلكترونية لطفي عبداللطيف إن «التفاعل لا يأتي إلا مع الحسابات الإخبارية التي تتعامل مع الإعلام الجديد في شكل مهني، ونحن الآن في عصر صحافة المواطن، القارئ يعطينا معلومة ونحن نتأكد منها ومن ثم نبثها، أخبارنا تمس حاجات الجمهور وبالتالي نجد التفاعل عبر تويتر». ويتابع: «التفاعل في الأخبار التي تبثها حسابات الصحف الإلكترونية التي ليس لديها نسخة ورقية أو المواقع الإخبارية عبر «تويتر»، هي نتيجة طبيعية. الصحف الورقية لم تنجح في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي في شكل صحيح، فهي ما زالت تتمترس حول الإعلام الورقي، الذي نؤكد أن له قراءة ولن ينتهي كما يدعي البعض، ولكن قياسات الرأي العام تقول إن عصرنا هو عصر الإعلام المفتوح والإعلام الجديد». ويشير إلى أنه «طبقاً للتعداد الأخير للسكان في المملكة فإن أكثر من 60 في المئة منهم من الشباب، وهؤلاء هم من نستهدفهم».