تعيش الصحف الورقية حالياً تنافساً محموماً لجذب أكبر عدد من القراء، أو المحافظة على ما تبقى لديها من متابعين أمام التوجه للإعلام الجديد، نحن في زمن الصحف «الإلكترونية»، ومع تحول بعضها من ورقية إلى إلكترونية انكشفت أمور، نقاط ضعف ونقاط قوة، وبدأت تبرز صحف على حساب أخرى، والسبب أن بعض صحفنا لا تزال تعيش على أطلال الماضي، إما على خبر حصري، أو اعتماداً على رصيد قراء كاتب من كُتّابها وتاريخ قديم لها، لكن كل ذلك لن يشفع لها مستقبلاً الركون إلى هذه الأدوات لوحدها، لن يمكن الصحيفة من متابعة اللحاق بالتحول الحاصل الآن، بل لن يجعلها في مرمى أنظار المعلنين والقراء! الصراع المحموم حالياً بين صحفنا المحلية في ما بينها من جهة، وبينها وبين وسائل الإعلام الجديد الأخرى، يجعلنا نحن القراء نستريح على كرسي لجنة قياس، نحكم ونُقوّم على من واكب التطور أو فشل في ذلك! فمثلاً. ما الفائدة من كاتب يتابعه الكثير من القراء، أو سبق صحافي بصحيفة ورقية لها موقع إلكتروني غير متطور، تعجز أن تصل له من التعقيد والرداءة والصعوبة بالتصفح بسهولة ويسر وفي وقت باكر، فضلاً عن أن واقعاً مثل هذا لا يتيح للقراء التفاعل والمشاركة في مواقع تعمل على «الديزل»؟! في عصر اللمسة السحرية! بل إنك حينما ترغب في التفاعل مع الكاتب أو الخبر، تجد تعقيداً للوصول، وشروطاً غريبة معقدة وصعوبة في الوصول تجعلك تغادر شاكراً لهم كريم تعاونهم وحفظهم لوقتك الثمين، لتتجه إلى منافسين، هذا الواقع يستدعي سؤالاً: كيف تكون الصحيفة «الورقية الإلكترونية» جاذبة للقراء والمعلنين، بدلاً من أن تكون منفرة لهم؟ يجب على صحفنا السعودية التسابق على البساطة بكل شيء من حيث الجذب في مواقعها الإلكترونية، لأن ما نعيشه يعتبر ثورة بكل المقاييس، ونحن نرى الكثير من الصحف الإلكترونية السهلة القادرة على لفت النظر وجذب كل معلن وقارئ تتيح له التصفح والرد بسهولة. كل ذلك من أجل أن تواكب الصحيفة نجاحها ورقياً وإلكترونياً وتاريخياً، فالصحيفة الورقية الإلكترونية، دليل نجاحها التفاعل مع كتابها وأخبارها بعدد القراء والردود ومعها الإعلان! أما غير ذلك فتكون مجرد «نشرة» وليست صحيفة مرموقة مع الاحترام! والوقت والإهمال وعدم البحث عن التطوير كفيل بأن يجعلها آيلة للاختفاء «إلكترونياً» وهجر كل متابع لها! فنحن نعيش في زمن «النت»، لقد ولى زمن «الورق»! لذا أقترح أن يكون هناك «جائزة» رمزية تشجيعية شهرية، لكل متصفح يتفاعل مع الخبر أو المقال بعدد المشاركات الأكثر طبعاً، وبنظام «السحب» باختيار الفائز من متخصصين بالصحيفة، ويكون من شارك عن طريق الجوال له مثلاً صوتان، ومن شارك عن طريق الموقع صوت واحد للمنافسة، كل ذلك من أجل تشجيع القارئ أو المشارك، ويجعل من الصحيفة بمشاركته تواكب التطور الإلكتروني المطلوب مستقبلاً، ويكون سبقاً للصحيفة نفسها، لكن قبل وضع مثل هذه الجائزة لابد من أن يتغير واقع تلك المواقع، وإلا ستصبح مثل الجوائز الوهمية التي ربما تضر بالصحيفة أكثر. [email protected]