جُرح أربعة جنود في الجيش المصري ومدني في انفجار استهدف مكتباً للاستخبارات الحربية في مدينة إنشاص في محافظة الشرقية قالت مصادر عسكرية ل «الحياة» إنه نتج من عبوة ناسفة زُرعت قرب سور مبنى ملحق بالمقر، فيما تواصلت أعمال العنف والاشتباكات بين قوات الشرطة وطلاب جماعة «الإخوان المسلمين» في جامعات عدة كان أشدها في جامعة الأزهر التي تعطلت امتحانات منتصف العام في كليات فيها لليوم الثاني، جراء الاشتباكات بين الطلاب والشرطة. وقال الناطق باسم الجيش العقيد أحمد علي في بيان إن انفجاراً وقع في محيط مكتب الاستخبارات الحربية في مدينة إنشاص أسفر عن جرح 4 جنود من قوة المكتب، وإحداث تدمير جزئي في السور الخلفي ومبنى الجنود، لكنه لم يحدد الوسيلة المستخدمة في التفجير. وقال مصدر عسكري ل «الحياة» إن «عبوة ناسفة انفجرت عند السور الخلفي للمكتب، تبين أنها كانت مزروعة إلى جواره، ما أدى إلى تدمير جزئي للسور، وخلّف الانفجار حفرة». واعتبر أن هدف التفجير «المساس برمز من رموز القوات المسلحة، خصوصاً أن المكتب فرعي وصغير». وتعد مدينة إنشاص من أهم المناطق العسكرية، إذ تضم قيادة وحدات المظلات وقيادة وحدات الصاعقة، والكلية الجوية، ومطاراً عسكرياً ومفاعلاً نووياً بحثياً. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مصدر أمني أن أجهزة الأمن ألقت القبض على مشتبه به في الانفجار. وأضاف: «تم تمشيط المنطقة المحيطة بموقع الانفجار ولم يتم العثور على أي متفجرات أو قنابل أو أشلاء بشرية كان يحتمل وجودها». ورجح فرضية تنفيذ التفجير من خلال «عبوة ناسفة». إلى ذلك، واصل الطلاب من أنصار جماعة «الإخوان» تظاهراتهم في الجامعات بهدف تعطيل الامتحانات، فيما كثفت الشرطة من وجودها داخل حرم جامعات عدة، خصوصاً الأزهر. وتسلمت قوات الشرطة تأمين جامعة الأزهر من الداخل للسيطرة على تظاهرات «الإخوان» وتمكين إدارات الكليات من عقد الامتحانات. وأجرت عمليات تفتيش دقيقة للطلاب وحتى لأعضاء هيئة التدريس للتأكد من عدم إدخال أدوات تستخدم في التظاهر، لكن هذا لم يثن الطلاب والطالبات عن مواصلة التظاهر والاشتباك مع الشرطة بالزجاجات الحارقة والألعاب النارية. واحتشد مئات الطلاب أمام كليات عدة في فرعي جامعة الأزهر للبنين والبنات، ومنعوا زملاءهم من دخول الكليات لأداء الامتحانات. وأطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز بكثافة على طلاب «الإخوان» في كليات الزراعة والتجارة والهندسة والتربية، وعلى الطالبات في كليات الهندسة والتجارة والتربية والصيدلة، وتمكنت من تفريق الحشود وفتح أبواب الكليات بعد كر وفر، لكن طلاب وطالبات «الإخوان» دخلوا لجان الامتحان في بعض الكليات ومزقوا أوراق الأسئلة والإجابات وأشعلوا فيها النيران، وسط هتافات منددة بالجيش والشرطة وشيخ الأزهر أحمد الطيب. وأطلق طلاب وطالبات صافرات داخل لجان الامتحانات لإجبار إدارات الكليات على إلغاء الامتحانات. وأرجأت إدارات كليات التجارة والتربية للبنين والدراسات الإسلامية للبنات امتحانات الفصل الدراسي الأول بضع ساعات إلى حين السيطرة على الأوضاع الأمنية. وأشعل الطلاب النيران في أجزاء من مبنى إداري في حرم الجامعة، وفي حديقة تابعة لكلية الزراعة، وأحرقت الطالبات جزءاً من كلية الدراسات الإسلامية. وكانت معركة بين الطلاب والشرطة اندلعت أمام المدينة الجامعية لطلاب الأزهر، وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على الطلاب لمنعهم من غلق الطريق أمام المدينة، في وقت رد الطلاب بإلقاء الحجارة والألعاب النارية والزجاجات الحارقة على الأمن. وتظاهر مئات من طلاب «الإخوان» في جامعة القاهرة قرب كلية دار العلوم، وأطلقوا ألعاباً نارية، قبل أن يقتحموا مقر الكلية ليحرقوا غرفة الأمن فيها. وأحرق طلاب سيارة خاصة قرب كلية الزراعة، لتندلع اشتباكات بين طلاب «الإخوان» ومعارضيهم تدخل الأمن الإداري لفضها، فيما منعت الشرطة الطلاب من الخروج من الحرم الجامعي. ووقعت اشتباكات بين طلاب «الإخوان» في جامعة أسيوط والشرطة، بعدما خرج الطلاب إلى الشارع بمسيرات شهدت قطع طرق. وألقت الشرطة القبض على عشرات الطلاب في تلك المواجهات غالبيتهم من جامعة الأزهر. وقال مصدر أمني إنه تم إبطال مفعول عبوة ناسفة قرب كلية الطب في جامعة الأزهر فرع دمياط.