يعتبر توفير السكن أحد التحديات الراهنة التي تواجه الشعب السعودي لأنها في تماس مع حياته، وهي مشكلة قائمة في عموم مناطق ومحافظات البلاد، على رغم سعي الحكومة إلى إيجاد الحلول لهذه المشكلة من خلال استحداث وزارة للإسكان، لكن ذلك يبقى غير كاف بالنسبة للبعض، ومحل استغراب البعض الآخر. (للمزيد) في محافظة جدة حيث أجرت «الحياة» تحقيقاً موسعاً عن أزمة السكن، رصدت الصحيفة عدد من المساكن المهجورة لدواعٍ مختلفة، تكمن في عدم صلاحيتها للسكن، وأخرى ترتبط بقصص من نسج الخيال تشير إلى أن بعض هذه المنازل يسكنها الجن، ما جعل الباحثين عن السكن ينفرون منها. ويؤكد مؤرخون خلال حديثهم إلى «الحياة» أن القصص والأساطير عن الجن المرتبطة بالمنازل المهجورة نتجت من ثقافات محلية بحسب حاجة كل منطقة، لكن المقصد الرئيس منها هو إيجاد ما يردع الناس عن دخولها خوفاً عليهم من المخاطر الناجمة عن أسقفها الآيلة إلى السقوط أو حوائطها المتهاوية، لكن الأمر تحوّل لدى الكثير إلى حقيقة يصعب تكذيبها. وطالب المؤرخ وأستاذ العمارة في جامعة الملك عبدالعزيز من الجهات المعنية الاستفادة من القصص الشهيرة والأسطورية التي تعود إلى منازل واقعة في المنطقة التاريخية بجدة، وذلك من خلال شد وجذب الناس إلى هذه المنازل وزيارتها. وأكدت أمانة محافظة جدة ل«الحياة» أن لجنة مكونة من ثلاث جهات تتمثل في الأمانة والشرطة والدفاع المدني تعمل على حصر المنازل المهجورة وتحديد مصيرها عبر التواصل مع ملاّكها. بدورها أفادت المديرية العامة للدفاع المدني في محافظة جدة عن رصدها عدداً من المنازل المهجورة أثناء تنفيذ مهمات الإطفاء أو الجولات الميدانية، مشيرة إلى أن غالبية الحرائق المندلعة في هذه المنازل يتسبب فيها عبث مجهولين أو حدوث تماسات كهربائية. وكان لأصدقاء ملتقى الشباب لمنطقة مكةالمكرمة في محافظة رنية موقف يعد شاهداً على خطورة وجود المنازل المهجورة بين الأحياء السكنية، إذ رصدوا أثناء تنفيذهم فعالية ميدانية على المباني المهجورة، مصنعاً للخمور في منزل يوجد في أحد الأحياء التابعة للمحافظة، ليتم على الفور إبلاغ الجهات المعنية التي تحفظت على المبنى واتخذت في حقه الإجراءات النظامية.