«السكن» الأزمة الحقيقية التي تكاد تواجهها غالبية أفراد الشعب السعودي، وتلاحقهم منذ بداية حياتهم الوظيفية أو ربما منذ مولدهم، لتعمل الجهات الرسمية في السعودية على إنهاء هذه الأزمة من خلال إيجادها وزارة الإسكان التي تأسست 2011 أواخر آذار (مارس)، إلا أن مقابل هذه الأزمة أمر يدعو إلى الضحك عند البعض، ويلقي بالرعب في نفوس آخرين، إذ توجد في محافظات مختلفة ومنها محافظة جدة منازل مهجورة لا يسكنها بشر، بدواع مختلفة من بينها أنها متهالكة لاتصلح للسكن أو وجود الجن فيها، ما يخلق ذلك أساطير يواجهها متلقوها بالتصديق أو التكذيب، ليكون النفور والابتعاد عنها مصيرها الذي جعلها تهدد وضع السلامة والأمن للأحياء التي توجد فيها بسبب استغلال بعض مجهولي الهوية لهذه المنازل بممارسة نشاطات مخالفة. وأكد مؤرخون خلال حديثهم إلى «الحياة» أن القصص والأساطير عن الجن والمرتبطة بالمنازل المهجورة ناتجة من نسج الخيال ولا تمت إلى الواقع بصلة، وأن لهم مآرب أخرى في ذلك، منها منع الناس من دخول تلك المنازل خوفاً عليهم من مخاطرها. ومن جهتها، كشفت أمانة محافظة جدة عن وجود لجنة مكونة من ثلاث جهات رسمية تابعة للمحافظة تتمثل في الأمانة، الشرطة، ومديرية الدفاع المدني، تعمل على حصر المنازل المهجورة، ورسم وضعها المستقبلي، إضافة إلى تأكدها من مطابقة الإنشاءات المعمارية لها مع المواصفات التي تضعها أمانة المحافظة. بدورها، بينت المديرية العامة للدفاع المدني في محافظة جدة رصدها عدداً من المنازل المهجورة مصادفة أثناء تنفيذ فرقها مهامها الرسمية وخلال جولاتها الميدانية، مرجعة سبب غالبية الحرائق التي تندلع داخل المنازل المهجورة إلى عبث المجهولين بها، أو حدوث التماسات كهربائية. وأخيراً، رصد أصدقاء ملتقى الشباب لمنطقة مكةالمكرمة في محافظة رنية صدفة، مصنعاً للخمور في أحد المباني المهجورة، وذلك أثناء تنفيذهم جولة ميدانية، ليتم على إثره إبلاغ السلطات بشكل فوري، ومن خلالهم تم التحفظ على المبنى واتخاذ الإجراءات اللازمة له.