في الوقت الذي قلل فيه رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس جدة البلدي حسين البار من حجم الخسائر التي قدرها أصحاب المقاهي جراء توصية المجلس التي أصدرها أخيراً بنقل المقاهي التي تقدم الشيشة إلى خارج النطاق السكاني، أكد عضو في لجنة المطاعم والضيافة في غرفة جدة عدم وجود مسوغ لهذه التوصية، خصوصاً وأنها لم تستند إلى خطة مدروسة وحقائق علمية دقيقة، وستكون لها تبعات سلبية على الشباب والسياحة وبعض المشاريع التي ستتضرر حال تطبيقها. وقال البار ل « الحياة»: «حتى لو صحت أرقام الخسائر التي قدرها أصحاب المقاهي بما يتجاوز بليوني ريال، فإنها لا تساوي شيئاً أمام صحة المواطن التي تعتبر الهم الأول لمسؤولي البلد»، مؤكداً في الوقت ذاته حق أصحاب المقاهي في أن يدافعوا عن موقفهم الذي اعتبره مصالح شخصية، «ومن حقنا أن ندافع عن صحة المواطن ونحمي بيئته من الملوثات». وأوضح البار أن المجلس اتخذ ثماني توصيات متعلقة بالتدخين في الأماكن العامة، أبرزها نقل مقاهي جدة التي تقدم الشيشة والمعسل إلى خارج النطاق السكاني. وحول سبب تركيز اللجنة على موضوع التدخين في الأماكن المغلقة ونقل المقاهي خارج المدن، في ظل وجود ملوثات رئيسة عدة في المدينة، قال البار: «تعجلنا في إصدار توصية في شأن التدخين نظراً لخطورته على الفرد والمجتمع، إذ إننا نعتقد أن التدخين أكثر ضرراً على صحة المواطن والبيئة في مدينة جدة من أي ملوثات أخرى كالأدخنة المنبعثة من مصانع المنطقة الصناعية القريبة من المناطق السكنية، أو مشكلة تدوير النفايات الطبية السامة والأدخنة المتصاعدة من محطة تحلية مياه جدة»، معللاً ذلك بأن التدخين غزا نسبة كبيرة من بيوت جدة وأحيائها من طريق سهولة الوصول إلى مقاهي المعسل التي أسهمت في رفع نسبة المدخنين. وأشار البار إلى أن توصية نقل المقاهي بنيت على دراسة علمية حول ماهية أنظمة التدخين في الأماكن العامة، التي تشمل الأماكن المغلقة كالمطاعم والمقاهي والجامعات ووسائل النقل العام، موضحاً أن الفلسفة بسيطة جداً في موضوع المنع وهي أنه من حق غير المدخن أن يستنشق هواء نقياً، مع العلم أنه ثبت علمياً أن التدخين السلبي ضرره مواز للتدخين العادي تقريباً، والعالم بأجمعه متجه إلى هذه الفلسفة وديننا الحنيف يقول «لا ضرار ولا ضرار». وشدد البار على أن المقاهي في جميع المدن السعودية تقع خارج حدود العمران المأهول بالسكان، والمدينة الوحيدة التي تقع المقاهي داخل نطاقها العمراني هي جدة، مؤكداً أن «المجلس البلدي يسعى حالياً إلى أن تتبع جدة أخواتها من المدن السعودية، تماشياً مع تعميم وزارة الشؤون البلدية والقروية، وتطبيقاً لتوصيات مجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي، ونحن بدورنا أصدرنا التوصية لأمانة جدة بذلك». وأضاف: «من حقي كاختصاصي ومن حق كل الاختصاصيين في هذا المجال أن يناشدوا بإيقاف هذا الوباء وهذا الداء، من طريق التنبيه بخطورته، وهذا ليس كلامي وكلام الاختصاصيين في السعودية فقط، بل هناك إجماع دولي تمثل بإقرار منظمة الصحة العالمية»، مشدداً على ضرورة أن تتضافر جميع الجهات لدرء هذا الوباء، والآن الموضوع مطروح على مجلس الشورى لإصدار تشريع يمنع التدخين في الأماكن العامة.