في وقت قللت جماعة «الإخوان المسلمين» من أهمية قرار الحكومة المصرية إعلانها «جماعة إرهابية»، وقالت إنها تدرس الطعن فيه أمام القضاء، استنفرت السلطات لتطبيق القرار، فاعتقلت العشرات من أعضاء «الإخوان» ومنعت صحيفتها، وتوعدت قادة تظاهراتها بعقوبات تصل إلى الإعدام، كما سعت إلى اعتماد القرار عربياً. وقاد وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي محاولات إزالة مخاوف من تصاعد الهجمات قبيل احتفال الأقباط بعيد الميلاد والاقتراع على مشروع الدستور منتصف الشهر المقبل، فيما زادت أمس وتيرة التفجيرات العشوائية التي أحبطت الشرطة غالبيتها، باستثناء قنبلة واحدة بدائية الصنع انفجرت في حي مدينة نصر شرق القاهرة وأدت إلى جرح خمسة أشخاص. وتعهد السيسي وقوف بلاده «صامدة في مواجهة الإرهاب»، معتبراً أن «ما يحدث لن يهز مصر وشعبها، ولن يخاف الشعب أبداً طالما الجيش المصري موجود». وخاطب المصريين في كلمة ألقاها خلال حفل تخريج دفعة جديدة من العسكريين قائلاً: «لا تدعوا هذه الأحداث الإرهابية الغاشمة تؤثر فيكم أو في روحكم المعنوية، فنحن على الحق المبين... أردتم الحرية والاستقرار، وهذا لن يأتي بسهولة، ولا بد لكم من الثقة في الله وفي أنفسكم وفي جيشكم والشرطة». وأضاف: «قادرون على العبور بمصر نحو الاستقرار والأمن والتقدم... لا يوجد قلق أو خوف، فنحن فداؤكم والجيش فداء لمصر والمصريين ومن يمسكم لن نتركه على وجه الأرض. هدفنا البناء والتعمير والرخاء وليس القتل ولا الترويع ولا إيذاء المصريين». وتزامن ذلك مع اجتماع لوزير الداخلية محمد إبراهيم مع أركان وزارته استبقه الناطق باسم الوزارة هاني عبداللطيف بتوعد المشاركين في تظاهرات «الإخوان» بالسجن مدة تصل إلى خمس سنوات وقادة التظاهرات بعقوبات قد تصل إلى الإعدام. وتعهد وزير الداخلية عقب الاجتماع «عدم الاستكانة في مواجهة الجماعات الإرهابية التي تهدف إلى بث الخوف في نفوس المواطنين سعياً وراء تعطيل خريطة الطريق». وتوعد ب «الحسم في مواجهة التظاهرات المخالفة للقانون التي يقوم بها أعضاء الجماعة». وانعكس ذلك في تكثيف أجهزة الأمن حملات توقيف أعضاء «الإخوان»، فاعتقلت أمس عشرات منهم، ووجهت النيابة تهمة «الإرهاب» إلى 18، بينهم ابن المرشد العام للجماعة محمد بديع، وأمرت بحبسهم على ذمة التحقيقات. وحظرت السلطات صدور صحيفة «الحرية والعدالة» الناطقة بلسان الذراع السياسية ل «الإخوان». وأفاد بيان أمني بأن «إدارة المصنفات الفنية قامت بالتنسيق مع مؤسسة الأهرام الصحافية التي تتولى طباعة صحيفة الحرية والعدالة بالتحفظ على الصحيفة وإيقاف طبعها وتوزيعها، وأخذ التعهد على مشرف أقسام الطباعة بالمؤسسة بعدم طباعة أي عدد من الجريدة». في المقابل، استنفرت جماعة «الإخوان» وحلفاؤها للرد على قرار وضعها على قوائم الإرهاب، فقلل حزب «الحرية والعدالة» من أثر القرار، معتبراً أنه يأتي «على غرار حركات المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل»، فيما كشف ل «الحياة» عضو في الفريق القانوني للجماعة أنها تدرس الطعن على القرار أمام محكمة القضاء الإداري. وقال: «هناك اجتماعات للبحث في الأمر من الناحية القانونية، لا سيما أن القرار إداري وصدر من دون أي سند قضائي، وبالتالي يحق لنا الطعن عليه». وكان لافتاً انضمام «حركة شباب 6 إبريل» إلى حلفاء «الإخوان» الرافضين للقرار، إذ رأت في بيان أن «جماعة الإخوان ليست جماعة إرهابية، بل جزءاً أصيلاً من الشعب المصري». وأوضحت: «نختلف تماماً مع سياساتهم، لكن اعتبارهم جماعة إرهابية قرار فاشل لن يؤدي إلا إلى مزيد من العنف والكراهية». وكان انفجار محدود وقع في حي مدينة نصر شرق القاهرة أدى إلى جرح 5 أشخاص صباح أمس. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن «الانفجار سببه عبوة محلية الصنع زُرعت في الجزيرة الوسطى عند تقاطع شارعي يوسف عباس مع مصطفى النحاس قرب مدينة طلاب جامعة الأزهر». وأشارت إلى أن قواتها «اكتشفت عبوة أخرى داخل إحدى لوحات الإعلانات الزجاجية في المنطقة نفسها مزودة بجهاز تحكم للتفجير من بعد، وتم إبطال مفعولها». وفي وقت لاحق، أُعلن إبطال عبوة أخرى زُرعت في إحدى حدائق مدينة نصر. وأعلنت مصادر أمنية تمكن قوات الحماية المدنية في مدينة كفر الشيخ في دلتا النيل من «إحباط محاولة تفجير دراجة نارية أمام مديرية أمن المحافظة»، فيما جُرح أمين شرطة في هجوم مسلح شنه مجهولون على مكمن أمني في محافظة البحيرة.